محمد قنديل: قمة «إيجيبت أوتوموتيف 2025» محطة فارقة لصناعة السيارات في مصر
أكد محمد قنديل، العضو المنتدب لمجموعة جلوبال أوتو والرئيس الشرفي للدورة العاشرة من قمة إيجيبت أوتوموتيف 2025، أن انعقاد القمة هذا العام يمثل محطة فارقة في مسيرة صناعة السيارات في مصر، مشيرًا إلى أن القمة أصبحت خلال السنوات العشر الماضية المنصة الحوارية الأهم في قطاع السيارات بمصر والشرق الأوسط، وشاهدة على تطور الصناعة وتنامي قدرتها التنافسية.
وقال "قنديل" خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة إن “إيجيبت أوتوموتيف” بدأت قبل عشر سنوات برؤية واضحة لتكون حلقة الوصل بين صانعي القرار والجهات الحكومية من جهة، وممثلي الصناعة والوكلاء والموزعين والمستهلك المصري من جهة أخرى، بهدف دعم الصناعة الوطنية وتعزيز تنافسيتها. وأضاف أن المؤتمر تحوّل من مجرد فعالية سنوية إلى منصة لصناعة القرار تسهم في رسم مستقبل هذا القطاع الحيوي.
نمو السوق بنسبة 72% وتحسن في المبيعات
أشار قنديل إلى أن سوق السيارات المصري يشهد تحسنًا ملحوظًا بعد فترة من التحديات، موضحًا أن المبيعات تراجعت في الأعوام الماضية بنحو 70%، إلا أن عام 2025 شهد تحولًا جذريًا في الأداء، حيث سجلت السوق خلال الأشهر العشرة الأولى نموًا يقارب 72%. وأرجع هذا التحسن إلى زيادة المعروض بعد انفراجة في عمليات الاستيراد والتجميع المحلي، وطرح طرازات جديدة من علامات أوروبية وآسيوية، إلى جانب إطلاق موديلات كهربائية بأسعار تنافسية واستقرار نسبي في سعر الصرف.
وأضاف أن هذا النمو لم يكن ليتحقق دون الدعم الحكومي والإجراءات التي سهلت عمليات التوريد، موجهًا الشكر للحكومة المصرية على جهودها في تذليل العقبات أمام القطاع، داعيًا في الوقت نفسه إلى استمرار التيسيرات البنكية لضمان استدامة النمو وتلبية الطلب المتزايد في السوق.
استثمارات بـ8.5 مليار جنيه في الصناعات المغذية
واعتبر "قنديل" أن التصنيع المحلي هو المحور الأهم في أجندة القمة هذا العام، مؤكدًا أن الاستراتيجية الوطنية لتنمية صناعة السيارات تمثل خطة عمل حقيقية لبناء قاعدة صناعية قوية تدعم الاقتصاد الوطني وتقلل الاعتماد على الاستيراد. وكشف أن قطاع الصناعات المغذية شهد توسعًا غير مسبوق باستثمارات بلغت 8.5 مليار جنيه خلال عامي 2024 و2025، منها 5.5 مليار جنيه في العام الجاري فقط، بنمو يقترب من 83%.
وأوضح أن هذه الاستثمارات شملت إنشاء مصانع جديدة وتوسعات في خطوط الإنتاج لتصنيع مكونات السيارات مثل الضفائر الكهربائية وأنظمة العوادم وأجزاء الهياكل والإطارات والفلاتر والزجاج، مشيرًا إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس استقطبت النصيب الأكبر من هذه الاستثمارات بفضل حوافزها التنافسية. ولفت إلى أن هذا التوسع ساهم في رفع نسبة المكون المحلي لتتجاوز 45% بنهاية العام.
28 مصنعًا و13 طرازًا جديدًا في خطوط الإنتاج
أضاف "قنديل" أن قطاع التجميع المحلي شهد طفرة ملحوظة خلال العامين الماضيين، حيث ارتفع عدد المصانع العاملة إلى 28 مصنعًا، مع إضافة نحو 13 طرازًا جديدًا لخطوط الإنتاج المحلية، بينها سيارات كهربائية وموديلات اقتصادية، مؤكدًا أن هذا الاتجاه هو المسار الصحيح نحو تحقيق الاستدامة الصناعية وزيادة الصادرات.
قفزة بنسبة 300% في عدد الوكلاء الجدد
وأشار الرئيس الشرفي للقمة إلى أن المناخ الإيجابي المصحوب برؤية حكومية واضحة جذب موجة جديدة من الاستثمارات والوكلاء، حيث ارتفع عدد الوكلاء الجدد من 3 في عام 2024 إلى 13 وكيلاً وتحالفًا جديدًا في 2025، بزيادة تتجاوز 300%. وأوضح أن أكثر من نصف هؤلاء الوكلاء يمثلون علامات كهربائية، في مؤشر قوي على تسارع التحول نحو الطاقة النظيفة في السوق المصري.
ثقة المستثمرين تؤكد جاذبية السوق المصرية
أكد "قنديل" أن عودة الثقة إلى السوق المحلية ليست صدفة، بل نتيجة مباشرة للاستقرار السياسي والاقتصادي وجهود الدولة في تطوير البنية التحتية ودعم الصناعة باعتبارها قاطرة التنمية. وأشار إلى أن دخول استثمارات جديدة، خاصة في قطاع السيارات الفاخرة، يعكس ثقة المستثمرين في السوق المصرية ورغبتهم في التوسع بها على المدى الطويل.
واختتم كلمته بتوجيه الشكر للحكومة المصرية على دعمها المستمر لصناعة السيارات، ولكل الجهات التي ساهمت في تنظيم القمة وإنجاحها على مدار السنوات الماضية، مؤكدًا أن “إيجيبت أوتوموتيف” ستظل منصة فاعلة لتبادل الرؤى وصياغة المستقبل الصناعي للسيارات في مصر.