تقرير استخباراتي يكشف عن تصاعد نفوذ ابنة زعيم كوريا الشمالية
كشفت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، نقلًا عن أحد أعضاء البرلمان في سيول، أن أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية تعتقد أن كيم جو آي، ابنة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، تعمل على تعزيز مكانتها كوريثة محتملة لوالدها.
وأوضح النائب بارك سونج وون، سكرتير لجنة الاستخبارات البرلمانية عن الحزب الديمقراطي الحاكم، أن التقرير الاستخباراتي قُدّم خلال جلسة استماع برلمانية عقدت يوم الثلاثاء، وتضمّن معلومات وصفها بأنها مهمة ومثيرة للاهتمام حول تحركات ابنة الزعيم الكوري الشمالي.
ووفقًا لما ورد في التقرير، فقد وسعت كيم جو آي هذا العام نطاق أنشطتها لتشمل ملفات السياسة الخارجية، في خطوة تُعد الأولى من نوعها، ما يشير إلى محاولة ترسيخ صورتها كخليفة محتملة.
ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن أنشطتها العامة تراجعت نسبيًا بعد رحلتها الأخيرة إلى الصين مع والدها في سبتمبر الماضي، حيث لم تظهر علنًا منذ الرابع من سبتمبر لمدة تقارب 60 يومًا، وهو ما يعيد مستوى ظهورها إلى ما كان عليه في السنوات السابقة، مضيفًا أن السلطات في بيونج يانج تسعى للحفاظ على تركيز الرأي العام على كيم جونغ أون ذاته، ومنع أي جدل داخلي مبكر حول مسألة الخلافة.

من هي كيم جو آي؟
ولدت كيم جو آي عام 2012، وهي الابنة الثانية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وزوجته ري سول جو. وقد ظهرت لأول مرة في نوفمبر 2022 إلى جانب والدها أثناء إشرافه على إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، ثم تكررت مشاركاتها في العروض العسكرية عام 2023، حيث شوهدت تقف بجانب كبار القادة العسكريين وتشاهد عمليات الإطلاق الصاروخي.
ورغم أن المعلومات عن حياتها محدودة، فإن أول من كشف عن وجودها كان لاعب كرة السلة الأمريكي دينيس رودمان، الذي زار بيونغ يانغ عام 2013 وأكد أنه حمل الطفلة جو آي في منزل الزعيم الكوري، وتشير التقديرات إلى أنها في سن ما قبل المراهقة أو بداياتها.

من الظل إلى الأضواء
يرى محللون سياسيون أن إشراك كيم جو آي في الفعاليات العسكرية والسياسية، إلى جانب الظهور المتكرر لوالدتها ري سول جو، يعكس سعي كيم جونغ أون لترسيخ صورة أسرية تربط بين العائلة الحاكمة والجيش، في استمرار لنهج الحكم الوراثي الذي أسسه جده كيم إيل سونج عام 1948، واستمر عبر والده كيم جونغ إيل، وصولًا إليه منذ عام 2011.
ويختلف المراقبون في تفسير هذا الحضور المتزايد؛ حيث يرى البعض أنه تمهيد مبكر لتوريث السلطة، بينما يعتقد آخرون أنه مجرد حملة دعائية تهدف إلى إظهار كيم جونج أون بصورة الأب الحنون والعائلي، مقابل صورته العسكرية الصارمة.
اللافت أن وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية بدأت تستخدم أوصافًا لجو آي مثل «المحبوبة» و«المحترمة»، وهي ألقاب تُمنح عادة للنخبة الحاكمة، ما دفع بعض الخبراء إلى اعتبارها إشارة رمزية إلى إعدادها لدور قيادي مستقبلي.
في المقابل، يرى آخرون أن وجود أبناء آخرين غير معروفين إعلاميًا يجعل من الحديث عن الخلافة المباشرة أمرًا مبكرًا ومفتوحًا على احتمالات متعددة.
وبحسب الباحثة جيني تاون، فإن الشهرة المفاجئة التي حظيت بها كيم جو آي قد تجعل من المستحيل تقريبًا أن تتبع المسار الدراسي الخارجي الذي سلكه والدها في سويسرا خلال تسعينيات القرن الماضي، فقد أصبحت مشهورة للغاية بما يمنعها من التحرك بحرية خارج البلاد، وهو ما قد يربط مستقبلها السياسي بمصير النظام الحالي ويجعلها أكثر ارتباطًا ببنية الحكم الوراثي في بيونج يانج.



