عيسى زيدان: المتحف الكبير أيقونة عالمية وعرس حضاري لمصر
قال الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بـ المتحف المصري الكبير، إن الاحتفال الذي شهده المتحف في الأول من نوفمبر كان بمثابة عرس أثري وسياحي كبير لمصر، مشيرًا إلى أن الأعداد الغفيرة من الزائرين فاقت كل التوقعات، ما يعكس اهتمام الجمهور المحلي والعالمي بهذا الصرح الفريد.
المتحف المصري الكبير بات اليوم أيقونة للمتاحف العالمية
وأوضح زيدان، في مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن المتحف المصري الكبير بات اليوم أيقونة للمتاحف العالمية، خاصة بعد عرض مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة تحت سقف واحد، في مساحة تبلغ نحو 7700 متر مربع وتضم أكثر من 5000 قطعة أثرية.
وأضاف أن الزائرين استمتعوا أيضًا باكتشاف عدد من القاعات الجديدة التي تعرض للمرة الأولى، من بينها قاعة الدولة القديمة، وأربعة كهوف أثرية رئيسية، مشيرًا إلى أن اختيار موعد الافتتاح الجماهيري في نوفمبر تزامن مع الذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة الملك الذهبي، في خطوة تهدف إلى تعزيز الترويج السياحي وربط اسم المتحف المصري الكبير بتاريخ أحد أشهر ملوك الفراعنة في العالم.
أبرز التحديات التي واجهت فريق الترميم
وعن أبرز التحديات التي واجهت فريق الترميم، قال زيدان إن ترميم المقاصير الأربع الخاصة بتوت عنخ آمون كان من أصعب المراحل، نظرًا لضخامتها وحساسيتها الشديدة، إذ إنها مصنوعة من الخشب المغطى بطبقات من التذهيب تأثرت بعوامل الزمن.
وأوضح أن عملية الترميم تمت باستخدام أحدث التقنيات العلمية داخل معامل التحليل بالمتحف قبل عملية النقل، ونفى زيدان استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الترميم، مؤكدًا أن فلسفة العمل في المتحف تقوم على الحفاظ على الأثر كما هو لضمان نقله للأجيال القادمة بأعلى درجات الأمان والدقة العلمية.
وأوضح مدير عام الترميم أن المتحف يضم 18 معملًا متخصصًا في الفحوص والتحاليل والترميم، تغطي مختلف أنواع المواد الأثرية من الخشب والأحجار إلى البقايا العضوية وغير العضوية، بالإضافة إلى معامل الصيانة الوقائية وإدارة متخصصة للنقل والتغليف.
المتحف المصري الكبير أصبح مركزًا دوليًا لتأهيل المرممين
وفيما يتعلق بإعداد الكوادر الجديدة، أكد زيدان أن المتحف المصري الكبير أصبح مركزًا دوليًا لتأهيل المرممين، حيث يضم نخبة من الخبراء الحاصلين على درجات علمية متقدمة في مصر وخارجها، كما يقدم دورات تدريبية للأشقاء العرب في مجالات الترميم والعرض المتحفي وتسجيل التراث.
وعن أكثر المشروعات تعقيدًا حاليًا، أشار زيدان إلى مشروع ترميم مركب الملك خوفو الثانية بالتعاون مع الجانب الياباني، موضحًا أنها واحدة من أكبر عمليات الترميم في العالم، حيث يبلغ طول المركب نحو 42 مترًا، وقد تم استخراج أكثر من 1650 قطعة خشبية لنقلها إلى المتحف المصري الكبير، في تجربة فريدة تتيح للزائر متابعة مراحل الترميم خطوة بخطوة حتى اكتمال المركب خلال ثلاث سنوات.



