بسبب حلم الثراء السريع
مقتل شخص على يد صديقيه أثناء التنقيب عن آثار في الجيزة

تحول حلم البحث عن الثراء السريع وكنوز الأرض إلى كابوس بعدما تخلى الصديقان عن صديقهما الثالث ودفنوا جثته بحفرة الكنز التي انهارت عليه، واعتقدوا أن سرهم قد دفن معه. ولم تأخذهما شفقة بوالد صديقهم المسن، وهو يجوب الشوارع بحثًا عن نجله الذي اختفى منذ عدة أيام، وهو لا يعلم عنه شيئًا بعد أن أغلق هاتفه المحمول.
أوهام الدجالين
حيث أوهم أحد الدجالين الذين يلعبون بأحلام البسطاء عاملًا بوجود كنز أسفل منزله بمنطقة الهرم، وبالفعل ابتلع الضحية الطعم وسال لعابه بحثًا عن الثروة التي لطالما حلم بها، بل إنه مع تأكيدات الدجال بوجود آثار فرعونية، شعر الضحية بأنه على أعتاب الثراء. فاستعان بصديقيه وأخبرهما بالسر، وأخبرهما أنهما سيكونان شريكين له وأن حياتهم جميعًا ستتغير، وأن الثروة ستهبط عليهم. ونجح في إقناع صديقيه بالعمل معه وبدؤوا بالفعل في التنقيب داخل منزل صديقهم.
يومًا بعد يوم، يزداد عمق الحفرة، ويشعر الأصدقاء الثلاثة أن حلمهم قد اقترب من التحقق، وأنهم على أعتاب الثروة. والدجال يداعب أحلامهم بتأكيداته بوجود كنز. وتمر الأيام وهم يسابقون الزمن، وكلما زاد عمق الحفرة التي ينقبون بها، كلما شعر الأصدقاء الثلاثة بأن الحلم يتحقق.
ليلة العيد
إلا أن الوقت يمر وكأنهم يبحثون عن سراب، إلا أن تأكيدات الدجال كانت هي الدافع لاستمرارهم في التنقيب. بينما كانت ليلة العيد، لم يتوقفوا عن عملهم، فالعيد بالنسبة لهم كان الوصول إلى هدفهم، إلا أن كل شيء تبدد في لحظات عندما انهارت الحفرة على أحدهم ليلاقي مصرعه بداخلها. أصبح صديقا الضحية أمام خيارين أحلاهما مر، فإما أن يستخرجا جثمان صديقهما وينكشف أمرهما، أو يتنازلا عن حلمهما ويتخلصا من جثته داخل حفرة الكنز، وكان الخيار الثاني هو قرارهما. دفنا جثة صديقهما بالحفرة، وقاما بعمل طبقة خرسانية وسيراميك وكأن شيئًا لم يكن.
انتظرت أسرة الضحية عودته إلى المنزل يومًا بعد يوم، لكن دون جدوى فقد أغلق هاتفه. وخرج والده المسن يبحث عنه ويسأل أصدقائه عنه، ومن بينهم شريكيه اللذين أنكرا عليهما بمكانه، وهما يلتقيان فوق جثته يوميًا يندبان حظهما، حزنا ليس على وفاة أعز صديق لهما، ولكن على ضياع الكنز الذي كانا يحلمان به. اعتقدا أن سرهما قد دفن مع صديقهما والكنز الأثري في حفرة واحدة، إلا أنه لا توجد جريمة كاملة.
بلاغ اختفاء
فبعد أن يأس الأب المكلوم من اختفاء نجله في أيام العيد، توجه إلى قسم شرطة الهرم، وأمام الرائد مصطفى الدكر، رئيس مباحث الهرم، أبلغ باختفاء نجله، وأنه بحث عنه ولم يتوصل إليه. وفور إخطار اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، أمر بتشكيل فريق بحث لكشف لغز اختفائه. حيث توصلت تحريات العميد عمرو حجازي، رئيس مباحث قطاع الغرب، إلى أنه كان دائم التردد على صديقين له.
وباستخدام التقنيات الحديثة، تبين أن آخر مكالمات أجراها كانت من هاتفه. وبمراجعة كاميرات المراقبة بمحيط منزل أحد صديقيه، تبين أن آخر مرة شاهده فيها كانت أثناء دخوله هذا المنزل.
كان ذلك في الوقت الذي اعتقد فيه الصديقان أن سرهما لن ينكشف، حتى فوجئا بالعقيد محمد الجوهرى، مفتش مباحث الهرم، يلقى القبض عليهما بعد ساعات قليلة من البلاغ. حاولا إنكار معرفتهما بمكان اختفائه، فقام بمواجهتهما بمكالمات الضحية معهما، ومقاطع الفيديو التي سجلتها كاميرات المراقبة. هنا انهار الصديقان واعترفا بأنهما أثناء التنقيب عن الآثار، انهارت عليه الحفرة فقاما بدفنه فيها ليتخلصا من جثته.
وأمر اللواء سامح الحميلي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي أمرت باستخراج الجثة وعرضها على الطب الشرعي لتحديد ما إذا كان الضحية تعرض للقتل أم لا.