سعد الدين الهلالي: افتتاح المتحف الكبير لحظة إيمانية ووطنية فريدة
هنأ الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الشعب المصري بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، واصفًا الحدث بأنه تجسيد حضاري لإيمان المصريين وثقتهم في ربهم وفي ذاتهم.
وقال خلال لقائه ببرنامج "الحكاية" مع الإعلامي عمرو أديب على فضائية MBC مصر، مساء الاثنين، إن ما حققه المصريون من إنجاز هو إثبات جديد لوجودهم واعتزازهم بعقيدتهم وهويتهم الممتدة عبر التاريخ.
زيارة المتحف ليست محرمة
وعلق الهلالي على الآراء التي حرمت زيارة المتحف المصري الكبير أو عرض التماثيل والآثار داخله قائلا: إن هذه الفتاوى تعبر عن فكر منغلق يجهل حقيقة العقيدة المصرية القديمة.
وأضاف أن أجداد المصريين لم يكونوا وثنيين كما يروج البعض، بل كانت عقيدتهم توحيدية تؤمن بإله واحد، مؤكدًا أن الحاكم في مصر القديمة كان دوره حفظ الناس وتأكيد معنى التوحيد باعتباره طريق استقامة الحياة.
الدولة المصرية القديمة نموذج للوحدة والتوحيد
وأشار الهلالي إلى أن الدولة المصرية القديمة كانت دولة موحدة ذات نظام راسخ، لم تقم على الوثنية أو التعددية الدينية كما يتصور البعض، بل على إيمان عميق بالقيم العليا والعدالة والنظام.
وأضاف أن هذا الوعي الحضاري هو ما جعل المصريين عبر العصور شعبًا متدينًا بطبعه، مرتبطًا بالأخلاق والإيمان دون تطرف أو مغالاة.
مباركة دينية غير مسبوقة من مؤسسات الدولة
وأكد أستاذ الفقه المقارن أن خروج المباركة الرسمية لافتتاح المتحف من مؤسسات الأزهر والإفتاء ووزارة الأوقاف يمثل نقلة فكرية وتنويرية غير مسبوقة في الخطاب الديني المصري.
وقال الهلالي: "شيخ الأزهر تخصصه عقيدة، والمفتي الحالي تخصصه عقيدة، ووزير الأوقاف تخصصه حديث، وهذه التخصصات تعد من أصعب العلوم الشرعية التي يندر أن تتفق على رؤية واحدة، لكنها اليوم اجتمعت على دعم هذا الحدث الحضاري الكبير."
لحظة وحدة وطنية جديدة بعد انتصار أكتوبر
واعتبر الهلالي أن افتتاح المتحف الكبير أعاد إلى المصريين فرحة وطنية جامعة لم يشهدوها منذ انتصار أكتوبر 1973، مشيرًا إلى أن هذه اللحظة وحّدت المصريين على مشاعر الفخر والانتماء.
وأضاف أن التيارات السلفية والإخوانية أزعجها هذا التوحد الشعبي، لأنها بذلت جهدًا كبيرًا في محاولة استقطاب المصريين وحصرهم داخل مفهوم ضيق للدين، قائلًا: "هذه التيارات تحتضر اليوم لأن المصريين استعادوا وعيهم الحقيقي بالإسلام الواسع، لا الإسلام المصلحي الضيق.