عاجل

سعد الدين الهلالي: الحضارة المصرية القديمة كانت دولة موحدة ذات عقيدة راسخة

سعد الدين الهلالي
سعد الدين الهلالي

أكد الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الدولة المصرية القديمة كانت نموذجا للدولة الموحدة ذات الهوية الواضحة والعقيدة المستقرة، مشيرًا إلى أن ما يفعله المصريون من احتفاء بآثار أجدادهم يمثل رد اعتبار حضاري وديني لتاريخهم وعقيدتهم.


وأضاف خلال حوار ببرنامج "الحكاية" مع الإعلامي عمرو أديب على قناة MBC مصر، أن مشاركة كبار علماء الأزهر، مثل شيخ الأزهر المتخصص في العقيدة، ووزير الأوقاف المتخصص في الحديث، تعد بمثابة مباركة دينية صريحة للآثار المصرية القديمة، مؤكدًا أن هذا الموقف يحمل دلالات عميقة على وعي الدولة المصرية الحديثة بجذورها الروحية والتاريخية.

رموز المصريين القدماء ليست وثنية بل تحمل معاني توحيدية

وأوضح الهلالي أن الرموز التي استخدمها المصريون القدماء لا يمكن اعتبارها رموزا وثنية كما يروج البعض، بل تحمل مضامين رمزية مشابهة لما نراه في حضارتنا الإسلامية.


وقال: "رمز الهلال مثلًا أصبح شعارا للإسلام، رغم أنه لم يكن موجودًا لا في عهد النبي ولا في أي عصر من العصور الأولى، ومع ذلك لا يصفه أحد بالوثنية، فكيف نحكم على رموز أجدادنا بهذا الوصف؟"

المصريون يجتمعون على فرحة وطنية بعد عقود طويلة

وأشار أستاذ الفقه المقارن إلى أن الشعب المصري يعيش حالة من الفرح الجماعي الصادق، وهي المرة الأولى التي تتكرر فيها هذه الحالة منذ انتصار أكتوبر 1973، موضحًا أن هذا التوحد الشعبي يعكس تماسك الوجدان الوطني وثقته في ذاته وهويته.


وأضاف أن التيارات السلفية والإخوانية أصابها الضعف والاحتضار بعد هذه اللحظة الوطنية الجامعة، لأنهم "بذلوا جهدًا كبيرًا لاختطاف الشعب في دائرة الإسلام الضيق، واستغلال الدين لتحقيق أغراض سياسية وسلطوية".

وعي المصريين يسقط محاولات المتاجرة بالدين

وشدد الهلالي على أن المصريين اليوم أكثر وعيًا وتمييزًا بين الدين الحقيقي وتجار الدين، مضيفًا أن هذا الوعي الجديد يجعل المجتمع أكثر تماسكًا وصلابة في مواجهة محاولات الاختطاف الفكري.


واختتم قائلاً: "ما نعيشه اليوم من عودة للفخر بالماضي، واحتفاء بالآثار، ومشاركة علماء الدين في ذلك، هو دليل على أن مصر استعادت وعيها الحضاري، الذي يجمع بين الإيمان والعقل، وبين الأصالة والتجديد."

تم نسخ الرابط