في اليوم العالمي للتوحد..
نزيه رزق يطالب بتكثيف حملات التوعية لتحقيق التأهيل والدمج لمصابي التوحد

صرح الدكتور نزيه رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة تكفيك نعمتي مصر، في بيان صحفي اليوم الأربعاء "هناك طفلًا من بين كل 88 طفلًا يُصاب باضطراب التوحد، وهو اضطراب عصبي ونمائي يبدأ مبكرًا من مرحلة الطفولة ويستمر طوال حياة الفرد، ويؤثر بشكل كبير على مهارات التواصل والسلوك والتفاعل الاجتماعي".
وأضاف أن اضطراب التوحد لا يرتبط بقدرات ذهنية محددة، بل هناك حالات كثيرة لأشخاص مصابين يمتلكون ذكاءً حادًا وقدرات متميزة في مجالات مثل الموسيقى، والبرمجة، والرسم، والرياضيات، لكنهم بحاجة إلى بيئة داعمة تساعدهم على الاندماج والإنتاج.
جاء ذلك تزامنًا مع اليوم العالمي للتوحد، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من أبريل من كل عام، بهدف تعزيز الوعي العام وتشجيع المجتمعات على فهم أفضل لاحتياجات الأشخاص المصابين بالتوحد وتقدير إمكانياتهم.
دعم مجتمعي
وأشار الدكتور نزيه رزق إلى أن الحكومة المصرية أطلقت استراتيجية وطنية لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، ومن بينهم المصابون بالتوحد، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل تقدمًا مهمًا على صعيد الحقوق، لكنها تحتاج إلى تعزيز من خلال آليات تنفيذ فعّالة، وتمويل مستدام، وتدريب الكوادر العاملة في مجال التأهيل النفسي والسلوكي.
كما دعا إلى إدماج التوعية بالتوحد ضمن المناهج التعليمية وحملات الإعلام، مؤكدًا أن التغيير الحقيقي يبدأ من المدارس والمنازل، حيث يجب بناء ثقافة تقبل الاختلاف واحترام التنوع البشري.
دعوة لتضافر الجهود وقياس الأداء
وشدد رئيس مؤسسة تكفيك نعمتي الدكتور نزيه رزق مصر على ضرورة التعاون والتكامل بين الجهات المعنية، وعلى رأسها المجلس القومي لشؤون الإعاقة، ووزارة التضامن الاجتماعي، ووزارة التربية والتعليم، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني، للعمل سويًا على تنفيذ محاور استراتيجية الدولة، مع ضرورة وجود آلية واضحة لقياس مؤشرات الأداء ومدى تحقيق الأهداف المرجوة.
وأكد أن غياب آليات التقييم والمتابعة يجعل الجهود مبعثرة، ولا يمكن قياس تأثيرها الحقيقي على حياة الأشخاص المصابين بالتوحد وأسرهم، داعيًا إلى إشراك ذوي الشأن في رسم السياسات، بما في ذلك أولياء الأمور وأصحاب الخبرة.
وفي ختام حديثه، قال الدكتور نزيه رزق: "نحن بحاجة إلى تغيير نظرة المجتمع للمصابين بالتوحد، هم ليسوا عبئًا، بل يمتلكون طاقات كبيرة يمكن استثمارها، المهم هو أن نتيح لهم الفرصة، ونوفر لهم الأدوات التي تساعدهم على التعبير عن أنفسهم"، موضحًا أن التوحد ليس عائقًا أمام الإبداع، بل قد يكون بوابة لظهور مواهب فريدة تحتاج فقط إلى من يراها ويدعمها، مؤكدًا أن الاستثمار في التوعية والتأهيل هو استثمار في مستقبل أكثر عدلًا وشمولًا للجميع.