عاجل

المبيدات الحشرية .. سبب فى تراجع أعداد الفراشات فى بريطانيا

فراشات الربيع
فراشات الربيع

 

شهد الصيف الماضي في بريطانيا أسوأ أداء للفراشات في البلاد منذ ما يقارب نصف قرن، وفقًا لأحدث المسوح العلمية، و هذا التراجع الخطير في أعداد الفراشات يشير إلى تدهور طويل الأمد للعديد من الأنواع المحلية، ما يثير القلق بشأن مستقبل التنوع البيولوجي في المملكة المتحدة، ويأتي هذا التدهور في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعًا ملحوظًا في التغيرات المناخية وتزايد الأنشطة البشرية التي تؤثر سلبًا على البيئة.

 

تدهور أعداد الفراشات المحلية

 

وفقًا للبيانات التي نشرتها صحيفة "الجارديان"، فإن الصيف الماضي كان خامس أسوأ صيف للفراشات في بريطانيا منذ بدء التسجيل العلمي في عام 1976، ولأول مرة في تاريخ هذا المسح، ويتراجع أكثر من نصف الأنواع المحلية للفراشات، البالغ عددها 59 نوعًا، مما يسلط الضوء على المشكلة البيئية التي تواجهها المملكة، وكما سجلت تسع أنواع من الفراشات أسوأ سنة لها على الإطلاق، مثل الفراشة ذات الصدفة السلحفائية الصغيرة والفراشة النحاسية الصغيرة.

 

العوامل التي تؤدي إلى التراجع

تعتبر الأنشطة البشرية العامل الرئيسي وراء هذا التراجع المدمر، فالدكتور ريتشارد فوكس، رئيس قسم العلوم في منظمة الحفاظ على الفراشات، أشار إلى أن تدمير المواطن البرية، واستخدام المبيدات الحشرية بشكل واسع، بالإضافة إلى التلوث البيئي والتغيرات المناخية، قد أسهمت جميعها في هذه الأزمة، كما أن الظروف الجوية غير المعتادة، التي أصبحت أكثر شيوعًا بسبب التغير المناخي، قد جعلت الفراشات أكثر هشاشة وأقل قدرة على التعافي.

 

تداعيات التراجع على البيئة

الفراشات تعد من الكائنات المهمة في النظام البيئي، حيث تلعب دورًا كبيرًا في تلقيح النباتات، وبالتالي، فإن تراجع أعدادها قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على التنوع البيولوجي بشكل عام، وبينما يتأثر عدد كبير من الأنواع المحلية، يشير برنامج رصد الفراشات في المملكة المتحدة (UKBMS) إلى أن 31 نوعًا من الأنواع المحلية في حالة تناقص طويل الأمد.

ما الذي يمكن فعله؟

يجب أن تكون هذه الأزمة نقطة تحول حقيقية في كيفية تعاملنا مع البيئة، و يتطلب الأمر اتخاذ خطوات عاجلة للحفاظ على المواطن الطبيعية، وتقليل استخدام المبيدات الحشرية، والحد من التلوث البيئي،  كما أن رفع الوعي العام حول أهمية الفراشات والأنواع الأخرى في البيئة يعد أمرًا أساسيًا للحفاظ على التوازن البيئي وضمان استدامة الحياة البرية في بريطانيا.

 

 

تم نسخ الرابط