عاجل

يرتفع منسوب القلق الإقليمي والدولي تجاه ما يشهده السودان من تصعيد خطير ومحاولات لإعادة تقسيمه على أسس عِرقية وقبلية تهدد وحدة أراضيه واستقرار شعبه. وفي خضم هذه التطورات، يجدد حزب الغد موقفه الثابت برفض كل أشكال المؤامرات التي تستهدف تمزيق السودان، مؤكداً دعمه الكامل للشعب السوداني ومؤسسات دولته الوطنية في مواجهة تلك المخططات التخريبية.
حزب الغد يراقب بقلق بالغ ما تشهده الأراضي السودانية من أعمال عدوانية تقودها ميليشيا الدعم السريع – التي أنشأها النظام الإخواني السابق – بهدف فصل إقليم دارفور وإقامة كيان منفصل يقوم على التفرقة العِرقية، في تكرار مأساوي لسيناريو انفصال الجنوب، الذي تسبب فيه نظام البشير بسياساته الطائفية المدمّرة.
التحركات الأخيرة تعيد إلى الأذهان صفحات مؤلمة من التاريخ الحديث، حين فُصل جنوب السودان على أساس ديني بين «المسيحي والمسلم». واليوم يتجدد الخطر في ثوب عِرقي يهدد بتفكيك السودان مجدداً، ما يستدعي وقفة عربية وإفريقية جادة قبل فوات الأوان.
الجيش السوداني يبقى، كما يؤكد حزب الغد، العمود الفقري للدولة وضامن وحدتها. ومساندة مؤسسات الدولة الوطنية واجب قومي وإنساني لمواجهة الميليشيات الخارجة عن القانون. الحزب يجدد كذلك دعمه للموقف المصري الرسمي وجهود القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي تعمل على الحفاظ على وحدة السودان واستقراره والتصدي لأي محاولات لتغيير هويته الوطنية أو العبث بأمنه القومي.
ما يجري في السودان ليس صراعًا داخليًا فحسب، بل تنفيذ ممنهج لمخطط قديم وضعه برنارد لويس لتفتيت الدول العربية والإفريقية من الداخل، عبر إذكاء الصراعات العِرقية والطائفية بما يخدم مصالح قوى خارجية تسعى لإضعاف الدول الوطنية المستقلة وإخضاعها لنفوذها السياسي والاقتصادي.
كما يدين حزب الغد الجرائم البشعة والانتهاكات المروعة التي تُرتكب بحق المدنيين في دارفور، والتي ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية. ويطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بتدخل عاجل وحاسم لوقف نزيف الدم السوداني ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم.
ويحذر الحزب من استمرار دعم بعض الدول الإقليمية للانفصاليين وتمويلهم بالسلاح والعتاد، تنفيذًا لمخطط يهدف إلى تقسيم السودان إلى ثلاث دويلات متصارعة بعد انفصال الجنوب. إلا أن هذه المؤامرات، كما يؤكد اللواء علي شاكر، ستفشل أمام وعي الشعب السوداني وصموده وتمسكه بوحدة بلاده.
ويختتم حزب الغد موقفه بالتأكيد أن الدفاع عن وحدة السودان هو دفاع عن الأمن القومي العربي والإفريقي معًا، وأن سقوط السودان يعني سقوطًا للمنظومة القومية بأكملها. فالقومية لا تتجزأ، ووحدة المصير تفرض أن يقف الجميع صفًا واحدًا أمام مشاريع التفتيت والتمزيق

تم نسخ الرابط