مجدي الجلاد: التحالف الانتخابي الحالي بلا برنامج سياسي موحد
أكد الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، أن التحالف الانتخابي الحالي يختلف كليا عن التحالفات السياسية التقليدية التي عرفتها الساحة المصرية والعربية في السابق، موضحا أنه تحالف انتخابي مؤقت وليس تحالفًا سياسيًا متكاملا.
وقال الجلاد خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" المذاع عبر قناة MBC مصر: "كل حزب في هذا التحالف له رؤيته وموقفه المستقل، ولم يتم إعداد برنامج سياسي موحد يربط بين أطراف التحالف."
غياب الأيديولوجيا وضعف التوجه السياسي
وأضاف الجلاد أن هذا النوع من التحالفات يفتقد إلى الأساس الأيديولوجي الذي يعد الركيزة الأولى لأي تحالف حزبي حقيقي، موضحا أن التجارب التاريخية تثبت أن التحالفات الناجحة تبنى على أفكار وبرامج سياسية واضحة تجمع أطرافها حول رؤية مشتركة.
وقال: "تاريخيا أي تحالف حزبي يدخل الانتخابات يكون تحالفا سياسيا قائما على أفكار وأيديولوجيات موحدة، أما هذا التحالف فهدفه الأساسي هو تنفيذ استحقاقات الدستور فقط."
قائمة مطلقة خيارات محدودة للناخب
وأشار الجلاد إلى أن نظام القوائم المطلقة يضع الناخب المصري أمام خيارات ضيقة لا تسمح له بالتعبير الكامل عن إرادته السياسية، متسائلًا: "كيف يطلب من الناخب أن يختار 284 مرشحًا في قائمة واحدة؟"
وأوضح أن هذا النظام لا يمنح الناخب حق التحفظ على أي مرشح داخل القائمة، مما يفقد العملية الانتخابية جزءًا من معناها التعددي والديمقراطي.
النظام النسبي كان أكثر عدالة
وأكد الكاتب الصحفي أن النظام النسبي الذي طبق سابقا كان أكثر عدالة وتمثيلا للإرادة الشعبية وكان يتيح توزيع المقاعد وفقا لنسب التصويت الحقيقية، ما يعكس تنوع المجتمع وتعدد التيارات السياسية فيه.
وشدد على أن العودة إلى القوائم المطلقة تفتح الباب أمام هيمنة حزب واحد على البرلمان، وتقلل من فرص التعددية السياسية التي تعتبر جوهر أي نظام ديمقراطي.
هيمنة حزب واحد وتراجع المعارضة
وتساءل الجلاد عن طبيعة الأغلبية البرلمانية التي سينتجها هذا التحالف، مشيرًا إلى أن حزب مستقبل وطن سيكون المتحكم الفعلي في إدارة البرلمان المقبل، بحكم قوته التنظيمية والعددية داخل التحالف.
وقال: "عندما تكون كل الأحزاب موالية للسلطة أو متقاربة في التوجه، يختفي مفهوم المعارضة الحقيقية، ويصبح البرلمان أحادي الصوت والرؤية."
تغيير النواب رغم الأداء الجيد
واستعاد الجلاد أداء البرلمان السابق، واصفا إياه بأنه كان يتميز بدرجة جيدة من الكفاءة والانضباط، متسائلًا عن سبب تغيير غالبية النواب رغم هذا الأداء.
وقال: "إذا كان الأداء في البرلمان السابق جيدا، فلماذا تم استبعاد هذا العدد الكبير من النواب؟ هذا يطرح تساؤلات مشروعة حول فلسفة التجديد النيابي وأهدافه."
برلمان بلا برنامج موحد مستقبل غامض للتشريع
وفي ختام حديثه، أشار الجلاد إلى أن غياب البرنامج السياسي الموحد داخل التحالف الانتخابي الحالي يعني أن كل حزب سيعمل وفق أجندته الخاصة داخل البرلمان المقبل، ما قد يؤدي إلى تباين في المواقف وضعف في التنسيق التشريعي والرقابي.
وأكد أن هذا الوضع قد ينعكس سلبا على تماسك العمل البرلماني في المرحلة المقبلة، داعيًا إلى إعادة النظر في شكل التحالفات وآليات بناء البرامج الحزبية بما يضمن وضوح الرؤية وتوازن الأدوار بين الأغلبية والمعارضة.