مجدي الجلاد: القوائم المطلقة تفرغ الانتخابات من مضمونها وتحولها إلى شكلية

أكد الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، أن نظام القوائم المطلقة في الانتخابات لا يعبر عن روح المنافسة السياسية الحقيقية، بل يشبه الانتخابات الشكلية التي تعرف نتائجها مسبقًا، مشيرًا إلى أن هذا النظام لا يتناسب مع النموذج المصري الذي يحتاج إلى تنوع سياسي وتعدد في الأصوات والاتجاهات.

وأوضح الجلاد، خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" المذاع على قناة MBC مصر، أن النظام الانتخابي القائم يفقد جزءًا كبيرًا من حيويته عندما يغيب التنافس بين الأحزاب، معتبرًا أن غياب القوى السياسية الفاعلة هو السبب الجوهري وراء ضعف الحياة الحزبية في مصر.

غياب الأحزاب الحقيقية أزمة السياسة في مصر

وأشار الجلاد إلى أنه لا توجد في مصر حاليًا أحزاب سياسية حقيقية بالمعنى المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، مؤكدًا استعداده لمناظرة أي شخص حول هذه النقطة، وقال: "الأحزاب خلقت للتنافس وليس للولاء، لأن الموالاة في الأصل تتعارض مع جوهر العمل الحزبي".

وأضاف أن مصطلح "موالاة" لا مكان له في عالم السياسة، لأن الأحزاب تبنى على الاختلاف في الرؤى والبرامج والسياسات، لا على الانصياع الكامل لخط واحد، مشددًا على أن التعددية السياسية ليست ترفا بل ضرورة لبناء دولة حديثة قادرة على تحقيق التوازن والمساءلة.

الأحزاب الموالية ابتكار مصري جديد

ووصف فكرة "أحزاب الموالاة" بأنها ابتكار مصري خالص لا وجود له في التجارب الديمقراطية المعاصرة، مؤكدًا أن الأحزاب يجب أن تكون معارضة داخل إطار وطني يحترم الدستور ولا يتجاوز الثوابت الوطنية، لكنها في الوقت نفسه تطرح بدائل حقيقية.

ولفت إلى أن الحزب الوطني سابقًا، رغم أنه كان حزب السلطة، فإنه على الأقل كان يقدم سياسات وبرامج مختلفة، وكان يملك هيكلا سياسيا واضحا ومؤسسات داخلية تمارس أدوارا حقيقية، بينما ما نراه الآن مجرد كيانات شكلية بلا فكر أو تأثير.

برلمان بلا معارضة خطر على التوازن الدستوري

وحذر الجلاد من أن بناء برلمان قائم على أحزاب موالية للسلطة التنفيذية يفقد الدولة التوازن الدستوري بين السلطات، مؤكدًا أن البرلمان يجب أن يكون سلطة رقابية وتشريعية فاعلة، لا مجرد امتداد إداري للحكومة.

وشدد على أن وجود معارضة قوية ليس تهديدا للنظام، بل هو صمام أمان للديمقراطية الحقيقية، لأن غياب المعارضة يعني غياب المساءلة، وبالتالي يتحول البرلمان إلى صورة شكلية لا تعبر عن إرادة الناس.

إصلاح الحياة السياسية

واختتم الجلاد حديثه بالتأكيد على ضرورة إعادة النظر في القوانين المنظمة للأحزاب والانتخابات، وإتاحة الفرصة أمام تكوين أحزاب حقيقية تعبر عن شرائح المجتمع وتخوض الانتخابات ببرامج واضحة، مؤكدًا أن مصر لن تتقدم سياسيا إلا إذا وجدت معارضة وطنية قوية، تتنافس على أساس من الاحترام لا العداء.