فنون جميلة.. أحمد كريمة: لا مانع شرعا من استخدام الصور الفرعونية| خاص
أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الحكم الشرعي في التصوير بالزي الفرعوني، بعد تداول صور وجلسات تصوير بهذا الطابع خلال الآونة الأخيرة.
الأصل في الأشياء الإباحة
وأكد الشيخ كريمة أن الأصل في الأشياء الإباحة، وأن هذه الأمور من الفنون الجميلة التي لا حرج فيها شرعًا ما دامت لا تتضمن إساءة للدين أو تجاوزًا للآداب العامة.
وأضاف أن الرسم، والنقش، والتصوير الفوتوغرافي كلها من الأمور المشروعة والمباحة، طالما لم تُستعمل في محرم أو ما يخالف القيم الأخلاقية.
وأشار إلى أن الأحكام الشرعية تُبنى على القواعد العامة، موضحًا أن ما كان أمرًا جائزًا فهو مباح، أما إذا ورد فيه نهي جازم فيكون حرامًا، وإن كان النهي غير جازم فيُعد مكروهًا، أما في حالة التصوير أو ارتداء الزي الفرعوني فلا يوجد ما يمنع منه شرعًا.
واختتم الدكتور أحمد كريمة تصريحه مؤكدًا أن الزي الفرعوني جزء من التراث والحضارة المصرية، والتعامل معه في إطارٍ فني أو ثقافي لا يتعارض مع تعاليم الإسلام، بل يُعد وسيلة للتعبير عن الهوية والتاريخ بأسلوب راقٍ ومشرف
هل زيارة المتحف حرام؟
في الوقت الذي تحتفل فيه مصر بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يمثل حدثا حضاريا مهيبا يليق بتاريخها العريق، خرج علينا البعض من مدّعي العلم بفتاوى شاذة تزعم أن زيارة المتحف حرام، بحجة أن المعروض فيه أصنام كانت تُعبد قديمًا!
هل زيارة المتحف حرام؟
في هذا السياق وصف الشيخ مصطفى الهلباوي من علماء الأزهر الشريف هذا القول بأنه “يدعو إلى الدهشة والريبة في سلامة التفكير”، مؤكدًا أن “من يُحرّم زيارة المتحف يحتاج إلى الكشف عن قواه العقلية، ومنعه من الحديث في الشأن العام”، متسائلًا: “أيُّ أصنامٍ تُعبد في المتاحف المصرية اليوم؟ ومن الذي قال عبر التاريخ الإسلامي إن زيارة المتاحف حرام؟ وكيف لا يفرّق أصحاب هذه الفتاوى بين الآثار التي تُعرض للعظة والعبرة، وبين الأصنام التي كانت تُعبد من دون الله؟”.
وأضاف الهلباوي في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم" أن عرض الآثار وزيارتها مقصد شرعي نبيل، لأن الغرض منها هو الاعتبار بما قدمته الأمم السابقة، مستدلًا بقوله تعالى: «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ»، وقوله أيضًا:«قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقُ».
وأوضح أن هذه الزيارات تسهم في التعلم من المعارف والعلوم التي وصلت إليها الحضارات السابقة، وهو أمر محمود ومأمور به شرعًا.
وتابع الهلباوي قائلًا: “الصحابة الذين فتحوا مصر رأوا هذه الآثار بأعينهم، ومع ذلك لم يتعرضوا لها بأذى، بل تركوها كما هي لتبقى شاهدًا على حضارة عظيمة، وتاريخٍ مجيدٍ مليء بالدروس والعِبر”.
وأكد أن السبب الحقيقي وراء مثل هذه الفتاوى المتشددة هو “رغبة بعض أصحابها في الظهور بمظهر المخالف والمتفرد، والسعي للتميّز عن المجتمع لا أكثر”، مضيفًا أن هؤلاء “يسقطون آياتٍ نزلت في فرعون وجنوده على الواقع الحالي، ويخلطون بين الاعتزاز بالتاريخ وعبادة الأصنام، في محاولة لتشويه الفخر الوطني”.
وختم الشيخ مصطفى الهلباوي تصريحه بالتأكيد على أن “الانتماء للوطن لا يتعارض مع الإيمان بالله، والفخر بالحضارة المصرية لا يعني تعظيمًا لغير الله، بل هو اعتزازٌ بتاريخٍ صنعه الإنسان بعقله وجهده، وواجب المؤسسات الدينية والثقافية الآن هو تفنيد هذه الدعاوى المتشددة، وبثّ روح الانتماء والاعتزاز بالهوية المصرية”.



