"فوربس": المتحف المصري الكبير يروي أقدم قصص الحضارة برسالة عصرية
اطلعت ميرنا عارف، مسؤولة ميكروسوفت في الشرق الأوسط، على المتحف المصري الكبير الجديد، مشيرة إلى التمثال الشاهق للملك المحارب رمسيس الثاني عند مدخله، الذي يعود عمره إلى 3200 عام، ويبلغ ارتفاعه 36 قدمًا ووزنه 183 ألف رطل.

ويقود الدرج الرئيسي، المصطف بتماثيل ملوك وملكات مصرية قديمة، الزوار إلى الطابق العلوي حيث تطل المناظر الخلابة على أهرامات الجيزة.

تكلفة بناء المتحف المصري الكبير
وقالت عارف، في تقرير نشرته مجلة فوربس، إن تكلفة بناء المتحف بلغت حوالي 1.2 مليار دولار، واستغرق بناؤه أكثر من 20 عامًا، وكان من المقرر افتتاحه عام 2012، لكن الافتتاح تأجل مرات عدة بسبب الأزمات المالية، وثورات الربيع العربي، وجائحة كوفيد-19، والتوترات الإقليمية، قبل أن يتم أخيرًا الافتتاح الرسمي.
المتحف المصري الكبير
ويعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف أثري في العالم، صممه مكتب هينغان بينج للهندسة المعمارية في دبلن، ويتماشى تصميمه مع هرمي خوفو ومنقرع، بالإضافة إلى أن الواجهة الخارجية، بمدخلها الهرمي الشكل، مغطاة بالنقوش الهيروغليفية وقطع المرمر الشفاف، وتمتد على مساحة 5.4 مليون قدم مربع، أي ما يعادل مساحة 70 ملعب كرة قدم تقريبًا.

المتحف الكبير يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية موزعة على 12 قاعة عرض
ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية موزعة على 12 قاعة عرض، تغطي أكثر من 5000 عام من الآثار المصرية القديمة، من عصور ما قبل الأسرات حتى العصر اليوناني الروماني، بما في ذلك حوالي 4500 قطعة جنائزية كانت متناثرة سابقًا في أنحاء مصر.
وتابعت ميرنا عارف، أن قادتنا جولتنا في المتحف، تحت إشراف خبيرة المصريات إيمان شوقي محمود، التي تمتلك خبرة تزيد عن 20 عامًا كمرشدة سياحية وعالمة آثار، إلى أبرز المعروضات، موضحة تفاصيل كل قطعة بطريقة تجعل الكم الهائل من المعروضات في متناول الزوار.

مجموعة الملكة حتب حرس
ومن بين المقتنيات المميزة مجموعة الملكة حتب حرس، التي تشمل سريرها وكرسيها وتابوتها وأوانيها الكانوبية وصندوق أساورها، بالإضافة إلى تمثال الملكة حتشبسوت الضخم، كما يعتبر تمثال الكاتب نفر المصنوع من الحجر الجيري، والذي يعود إلى 4500 عام، من أبرز القطع المعروضة، إلى جانب تماثيل الأوزوريس التي تجسد المعتقدات المصرية القديمة حول الموت والبعث.
عرض محتويات مقبرة توت عنخ آمون كاملة لأول مرة
ويتيح الافتتاح الرسمي للزوار الوصول إلى محتويات مقبرة توت عنخ آمون كاملة لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922، بما في ذلك القناع الذهبي، العرش، العربات، والمجوهرات، في قاعتين من تصميم أتيليه بروكنر الألماني، بالإضافة إلى عرض مركبي خوفو الجنائزيين لأول مرة في قاعة خاصة ضمن المجمع.

وفي ظل الأهرامات، يجمع المتحف بين الأصالة والحداثة، إذ يقدم 5 آلاف عام من التاريخ تحت سقف واحد، ليس فقط كآثار من الماضي، بل كرموز حية لحضارة مستمرة في تشكيل المستقبل، حاملةً أقدم القصص المصرية برسالة عصرية تمامًا.



