يجبرها أم ينصحها.. هل الزوج مسئول عن لبس زوجته الحجاب الشرعي؟
هل الزوج مسئول عن لبس زوجته الحجاب الشرعي؟ فالزوج كما هو مسؤول عن رعاية مصالح أهله الدنيوية مسؤول عن رعاية مصالحهم الدينية؛ وذلك بأمرهم بطاعة الله تعالى ونهيهم عن معصيته؛ بالموعظة الحسنة والإرشاد وتوفير السبل لهم لتحقيق ذلك..
هل الزوج مسئول عن لبس زوجته الحجاب الشرعي؟
وفي إجابة عن سؤال هل الزوج مسئول عن لبس زوجته الحجاب الشرعي؟ أكدت دار الإفتاء أن مسؤولية الزوج تجاه حجاب زوجته لا تخرجه عن دائرة النصح والتوجيه بالحسنى، مشددةً على أنه لا يجوز له شرعًا ضربها أو إيذاؤها نفسيًّا أو بدنيًّا لإجبارها على ارتداء الحجاب، إذ لم يأمر الله أحدًا أن يُكره الناس على طاعته، وإنما أمر بالأمر بها على سبيل التذكير والموعظة الحسنة.
وأوضحت الدار أن الزوج كما هو مسؤول عن رعاية مصالح أهله الدنيوية، فإنه كذلك مسؤول عن رعاية مصالحهم الدينية؛ وذلك بأمرهم بطاعة الله تعالى ونهيهم عن معصيته، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [التحريم: 6]، مشيرةً إلى أن الحجاب فريضة على كل امرأة مسلمة، وعلى الزوج أن يحث زوجته عليه باللين والرفق، وأن يصبر على نصحها ومداومة تذكيرها بفرضيته.
وأكدت دار الإفتاء أن الزوج لا يتحمل إثم ترك زوجته للحجاب إذا كان قد أدى واجبه في النصح والإرشاد، لأن التكليف في الشريعة الإسلامية مرتبط بقدرة الإنسان واستطاعته، لقوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286].
كما شددت الدار على أنه لا يجوز حرمان الزوجة من حقوقها الأساسية كالنفقة أو المعاشرة بالمعروف بسبب عدم التزامها بالحجاب، فالمعصية لا تمنع حقها الشرعي في الرعاية والمعاملة الحسنة، مؤكدةً أن اللين والموعظة الحسنة هما الطريق الأقوم في الإصلاح، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل: 125].
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن مسؤولية الزوج عن زوجته في هذا الأمر هي مسؤولية نصحٍ وتذكيرٍ لا قهرٍ وتعنيف، وأن من أدى ما عليه من توجيه برفقٍ وحكمةٍ فقد برئت ذمته، ولا يلحقه إثم في تقصيرها أو تركها للحجاب.