00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

هل يجوز أخذ الفتوى من شات جي بي تي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي؟

شات جي بي تي
شات جي بي تي

مع تسارع التقدم التكنولوجي وظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يتساءل المسلمون عن حكم أخذ الفتوى من شات جي بي تي.

هل يجوز أخذ الفتوى من شات جي بي تي؟

من جانبها أكدت دار الإفتاء أنه لا يجوز شرعًا الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) في الحصول على الفتاوى الشرعية، موضحةً أن هذه التطبيقات – على الرغم من التطور التقني الكبير الذي تشهده – لا تمتلك المرونة البشرية والعلم الشرعي المتكامل الذي يؤهلها لإصدار الفتوى الصحيحة، ولا تراعي اختلاف الزمان والمكان والظروف الخاصة بكل حالة.

وعن حكم أخذ الفتوى من شات جي بي تي أوضحت الدار أن الذكاء الاصطناعي من حيث الأصل مباح الاستخدام، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾ [الجاثية: 13]، وأن الحكم الشرعي لاستخدامه يتبع الغرض المقصود منه، فإذا استُخدم في الخير كان مباحًا أو مندوبًا، وإذا استُخدم في الشر كان محرمًا، لأن الوسائل تأخذ حكم المقاصد.

وشددت دار الإفتاء على أن الفتوى مسؤولية كبرى ومنصب جليل، إذ ينوب المفتي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيان الأحكام الشرعية، وهو «المخبر عن الله تعالى» فيما يشكل على الناس من أمور دينهم، مشيرةً إلى أن المفتي لا بد أن يكون عالمًا مؤهَّلًا بالعلوم الشرعية والأدوات الاجتهادية التي تمكّنه من استنباط الأحكام بدقة، فضلًا عن إدراكه للعرف والعادة واختلاف الزمان والمكان.

وأضافت الدار أن برامج الذكاء الاصطناعي تفتقد إلى المنهجية العلمية والشرعية الرصينة التي يعتمدها العلماء في استنباط الأحكام، وأن نتائجها – وفق التجارب العملية – قد تكون متناقضة أو مخالفة للصواب؛ لأنها لا تميز بين المصادر المعتمدة وغيرها، ولا تراعي المقاصد الشرعية ولا تغير الأعراف الذي يُعدّ من أهم أسباب تغير الفتوى.

وأكدت دار الإفتاء أن الأحكام الشرعية المتغيرة بالعادات والأعراف والمصالح لا يمكن أن تُستنبط آليًّا، لأن إدراك تلك الفروق الدقيقة يحتاج إلى فقيهٍ بشري مدرّب على الاجتهاد، مشيرة إلى قول الإمام القرافي: «مهما تجدد من العرف اعتبره، ومهما سقط أسقطه، ولا تجمد على المسطور في الكتب طول عمرك».

واختتمت الدار فتواها بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمكن الاستفادة منه في مجالات متعددة لخدمة الإنسان، لكنه ليس مؤهلًا للقيام بمهمة الإفتاء التي تتطلب العلم الشرعي، والخبرة الإنسانية، والوعي بواقع الناس، داعيةً الجمهور إلى الرجوع في الفتاوى إلى المؤسسات الدينية الرسمية والعلماء المتخصصين.

صناعة المفتي الرشيد

ناقش المؤتمر الدولي العاشر لدور وهيئات الإفتاء في العالم هذا العام خمسة محاور أساسية تمثل رؤوسا معرفية ومنهجية لصناعة المفتي في بيئة رقمية متسارعة، تمثل بنية معرفية متكاملة لإعادة التفكير في تكوين المفتي وبيئة الإفتاء في ظل الطفرة الرقمية والتحولات العالمية، هذه المحاور لم تأتِ عشوائيًا، بل تعكس إدراكا واعيا لطبيعة التحديات المتداخلة التي نواجهها اليوم، حيث يأتي المحور الأول: تكوين المفتي الرشيد العصري، ويعنى بتأهيل المفتي علميا وواقعيا ليفهم قضايا البيئة، والعلاقات الدولية، والتحديات المجتمعية.

كما ناقش المحور الثاني: الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي، ويبحث في الضوابط الشرعية والأخلاقية لاستخدام هذه التقنية في المجال الإفتائي، فيما يناقش المحور الثالث: المفتي الرشيد في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي، ويركز على قدرة المفتي على التعامل مع الفتاوى المؤتمتة، والمحتوى المضلل، ومخاطر التزييف.

وتناول المحور الرابع: الذكاء الاصطناعي وتطوير العمل المؤسسي الإفتائي، ويستعرض دور التقنية في تعزيز البنية المؤسسية للفتوى وتنظيم بياناتها، وأخيرا يناقش المحور الخامس: تجارب مؤسسات الفتوى، ويبرز أهمية تبادل الخبرات العالمية في تأهيل المفتي وتطوير أدواته في البيئات الرقمية المختلفة.

أهداف المؤتمر الدولي الـ 10 للإفتاء 

تأصيل منهجي لمفهوم المفتي الرشيد العصري، عبر ربطه بالاجتهاد المؤسسي، والوعي المقاصدي، والقدرة على مخاطبة العصر، ووضع أطر علمية وأخلاقية واضحة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الإفتائي، من حيث التوظيف والتقنين والرقابة.

وكذلك إبراز أهمية بناء عقل إفتائي رقمي جماعي، يتجاوز الاجتهاد الفردي المحدود، ويتكامل مع الخبرات المؤسسية العالمية، وتوفير منصة لتبادل التجارب الناجحة بين دور وهيئات الإفتاء في مختلف دول العالم، خاصة فيما يتعلق بتدريب المفتين وتأهيلهم تقنيًا وشرعي، إضافة إلى إطلاق حوار عالمي حول مستقبل الفتوى ووظائفها في ظل التحولات الرقمية، والنوازل المتجددة، وحالة السيولة الفكرية التي يعيشها كثير من المجتمعات.

وهذه الأهداف لا تنفصل عن الرؤية الكبرى لدار الإفتاء المصرية، التي تؤمن بأننا بحاجة إلى مفتي يجيد فن التأصيل وفهم التحول، ويجمع بين فقه النص، وفقه العصر، وفقه الوسيط، في آنٍ واحد، ولذلك، فإن هذا المؤتمر لا يعد فقط مناسبة علمية، بل هو إعلان مؤسسي عن دخول الإفتاء مرحلة جديدة من الوعي الرقمي، والاجتهاد المقاصدي، والتواصل العالمي الرشيد.

ومن المنتظر أن تعلن دار الإفتاء عددا من التوصيات من بينها إصدار وثيقة للذكاء الاصطناعي.

تم نسخ الرابط