00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

باحث : الصوفية نظروا إلى مصر بوصفها رمزا للقداسة ومخزنا للأسرار الإلهية

مصطقى زايد
مصطقى زايد

أكد الباحث الصوفي مصطفى زايد أن نظرة الصوفية إلى مصر تجاوزت حدود الجغرافيا والتاريخ، إذ لم يروها مجرد أرض من الأراضي، بل رمزاً للقداسة، ومخزناً للأسرار، ومهداً للحكمة الإلهية الأولى.

 وأوضح الباحث الصوفي زايد  لنيوز رووم أن التراث الصوفي عبر العصور قدّم رؤية مركّبة لمصر، تجمع بين البعد التاريخي والنوراني والعرفاني، مشيراً إلى إمكانية تناول هذه الرؤية من أربع زوايا أساسية.

مصر أرض الأنبياء والحكماء 

قال زايد إن الصوفية ينظرون إلى حضارة مصر القديمة من خلال ما يسمونه “التاريخ المقدس”، حيث تتداخل شخصيات الأنبياء بالحكماء والفلاسفة, مضيفا أن الإمام السيوطي في كتابه «حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة» مشيرا  إلى أن مصر هي أول أرض عُبد فيها الله تعالى، وأن العديد من الأنبياء مرّوا بها أو سكنوها، مما أضفى عليها قدسية متوارثة.
أما ذو النون المصري، وهو من أوائل أعلام التصوف المصري، فقد أولى اهتماماً خاصاً باللغة المصرية القديمة، وفسّر رموزها باعتبارها شواهد على التوحيد، مؤكداً  بحسب ما نقله الإمام الشعراني – أن تلك الحروف «لغة قوم ناطقين بالتوحيد يشيرون بها إلى عظمة الخالق».
وأشار" زايد" إلى أن الحكيم الترمذي وعدداً من المتصوفة الأوائل رأوا أن «حكمة اليونان أصلها من مصر»، ما يجعلها منبعاً للمعرفة الروحية الأولى في التاريخ الإنساني.

ثانياً: الأهرام والآثار شواهد على الحكمة والعبرة

وأوضح الباحث أن الصوفية لم ينظروا إلى الآثار المصرية كرموز وثنية، بل كدلائل على علم الأوائل وحكمتهم.
وأشار إلى ما ورد في «رسائل إخوان الصفا» من أن الأهرام شُيّدت لحفظ العلوم من الضياع بعد الطوفان، في ما يشبه “كبسولة زمنية” لحماية المعرفة الإنسانية.
وأضاف أن الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي تناول في «الفتوحات المكية» مسألة المعابد والتماثيل القديمة بوصفها تجليات لبحث الحكماء عن الله في الموجودات، قبل أن تنحرف إلى العبادة، مؤكداً أن الأصل فيها كان بحثاً عن الحق لا عبادةً للصور.
كما نقل زايد عن الإمام الشعراني أن بعض الأولياء اتخذوا من الأماكن الأثرية مهاجع للخلوة والذكر، لما فيها من تذكير بعظمة الخالق وفناء الدنيا.

 فرعون وسحرة آل فرعون 

وفي حديثه عن رؤية الصوفية لقصة فرعون، قال زايد إنهم فرّقوا بين طغيان الشخص وبين حضارة مصر ككل، فتعاملوا مع القصة بمنهج عرفاني رمزي,موضحا أن ابن عجيبة في «البحر المديد» رأى أن سحرة فرعون، بعد إيمانهم بموسى، تحوّلوا من أهل الظلمة إلى أولياء لله.
وأضاف أن ابن عربي أشار إلى أن نور الهداية قد أدرك فرعون في اللحظة الأخيرة، وإن لم ينفعه ذلك حكماً, لافتا إلى أن الصوفية جعلوا من فرعون رمزاً للنفس الأمارة بالسوء، ومن معركة موسى معه رمزاً للصراع الروحي بين العبد وأنانيته.

 مصر رمز روحي في الأدب الصوفي

وأوضح مصطفى  زايد أن الأدب الصوفي احتفى بمصر بوصفها أرض الأمان والسكينة الروحية، مشيراً إلى قول ابن الفارض: "ومصرُ أمنتَ بها من الخوفِ والعنا ** وحللتَ من أرضها في أحسنِ الحالِ"موضحاً أن هذا التصوير يجعل من مصر رمزاً للطمأنينة القلبية، وموئلاً للحب الإلهي.

وأكد زايد أن الصوفية ينظرون إلى حضارة مصر القديمة باعتبارها “حكمة أولى” وضع الأنبياء لبناتها الأولى، ثم جاء الوحي الخاتم ليكمّلها بنور الهداية, أن “الصوفية لا يرون تناقضاً بين قدسية الأرض وكونها مسرحاً لحضارات الكفر، بل يعتبرون الجميع مظهراً من مظاهر السر الإلهي الذي يتجلى في الخلق عبر التاريخ.

تم نسخ الرابط