00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

قاوم الغرق والغياب والنسيان.. حكاية وضع صورة رمسيس الثاني على الجنيه المصري

الجنيه المصري
الجنيه المصري

تبدأ القصة من قلب التاريخ، حين أرادت الدولة المصرية الحديثة في منتصف القرن العشرين أن تجعل العملة الوطنية مرآةً لهوية البلاد وحضارتها، فكان طبيعيًا أن تحمل النقود صور رموز من أعظم ما أنجبته الحضارة المصرية القديمة. 

ومن بين هؤلاء الرموز، برز اسم الملك رمسيس الثاني، أحد أشهر ملوك الفراعنة وأكثرهم تأثيرًا في التاريخ، ليحظى بمكان مميز على العملات المصرية.

اختيار رمسيس الثاني رمزا للخلود المصري

في ستينيات القرن الماضي، عندما بدأت مصلحة سك العملة والبنك المركزي المصري بتصميم إصدارات جديدة من النقود الورقية، كان الهدف أن تعبّر العملات عن عظمة مصر القديمة وتاريخها، فاختير معبد أبو سمبل الكبير ليزين فئة الجنيه المصري الورقي، بينما اختير تمثال رمسيس الثاني الشاب ليكون على فئة النصف جنيه.

لم يكن الاختيار صدفة، فـرمسيس الثاني الذي حكم مصر أكثر من 67 عامًا خلال الأسرة التاسعة عشرة، هو رمز القوة والبناء والنصر والسلام، وصاحب أشهر معركة في التاريخ القديم “معركة قادش” وأول من وقّع معاهدة سلام مكتوبة مع الحيثيين. 

كما كان مهندس أعظم المعابد التي عرفها العالم، وعلى رأسها معبد أبو سمبل الذي أمر بنحته في الصخر تخليدا لانتصاراته وحبه لزوجته الملكة نفرتاري.

المعبد الذي قاوم الغرق والغياب

لم يكن معبد أبو سمبل مجرد أثر فرعوني عظيم، بل أصبح رمزا عالميا للإرادة الإنسانية حين قررت منظمة اليونسكو في ستينيات القرن الماضي نقله بالكامل من مكانه الأصلي إلى موقع أعلى، لإنقاذه من الغرق بعد بناء السد العالي.
ومنذ ذلك الحين، صار المعبد معجزة من معجزات الهندسة، وموضع إعجاب العالم، لا سيما مع ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني مرتين كل عام في 22 فبراير و22 أكتوبر، وهي من أندر الظواهر الفلكية في العالم.

اختفاء النقود الورقية الصغيرة

مرت السنوات، وظلت صور رمسيس الثاني ومعبده حاضرة على فئتي النصف جنيه والجنيه الورقي حتى عام 2010، حين قرر وزير المالية آنذاك الدكتور بطرس غالي وقف طباعة تلك الفئات الورقية واستبدالها بالعملات المعدنية، بدعوى أن المعدنية أكثر تحمّلا وأطول عمرا في التداول.
لكن هذا القرار لم يلقَ ترحيبا شعبيا، إذ ارتبطت تلك الورقات بذكريات المصريين اليومية، وبصور رموزهم التاريخية التي أصبحت جزءا من وجدانهم، ومع اختفائها، شعر الناس وكأن شيئا من عبق مصر القديمة قد غاب من بين أيديهم.

عودة الفرعون من جديد

وبعد خمسة عشر عاما من الغياب، أعلن محافظ البنك المركزي المصري السابق طارق عامر عن إعادة طباعة 500 مليون جنيه ورقي، وطرحها للتداول من جديد خلال شهر رمضان، مع دراسة لإعادة إصدار النصف جنيه الورقي لاحقا.

لم يكن هذا القرار اقتصاديا فحسب، بل رمزيا بامتياز، إذ يعني عودة وجه رمسيس الثاني ومعبده "أبو سمبل" إلى التداول، في انتصار جديد للفرعون الذي لا يموت، والذي قاوم الغرق والغياب والنسيان، تماما كما قاوم الزمن آلاف السنين.

الفرعون الذي لا يموت

الملك رمسيس الثاني، الذي ما زال وجهه محفورا في النقوش والمعابد، أصبح أيضا محفورا في ذاكرة المصريين عبر عملتهم الوطنية، فكل ورقة نقدية تحمل صورته أو معبده تروي حكاية حضارة لا تعرف الفناء، وشعب لا ينسى تاريخه.

وبينما تنتظر الأيدي من جديد تداول الجنيه والنصف جنيه الورقي، يبدو أن رمسيس الثاني عاد لينتصر مرة أخرى هذه المرة، ليس في معركة قادش، بل في معركة البقاء في ذاكرة المصريين، كرمز للخلود والاعتزاز بالهوية.

افتتاح المتحف المصري الكبير 

واليوم، يقف رمسيس الثاني شامخا في بهو المتحف المصري الكبير، إذ تأتي الوفود من كل أنحاء الأرض لتشهد على عظمة المصريين، يقف في زهو وشموخ يستقبل الزوار من كل أنحاء العالم، وبالتزامن مع حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، تعود إلى الأذهان أمجاد المصريين عبر الزمن واضحة جلية أمام العالم. 

تم نسخ الرابط