كيف سيغير المتحف المصري الكبير خريطة الاقتصاد والسياحة في مصر؟.. خبيرة توضح
قالت الدكتورة هدى الملاح، مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى وعضو هيئة التدريس بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن المتحف المصري الكبير لا يعد مجرد صرح ثقافي أو أثري فحسب، بل يمثل أحد أهم المشروعات ذات العائد الاقتصادي المتكامل في القرن الحادي والعشرين، بما يحمله من مردود مباشر وغير مباشر على الاقتصاد المصري.
وأوضحت «الملاح» في تصريح خاص لـ«نيوز رووم»، أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيسهم في تنشيط حركة السياحة العالمية بشكل غير مسبوق، لكونه أحد أكبر المتاحف الأثرية على مستوى العالم، ما يضمن تدفق ملايين الزوار سنويًا وزيادة العائدات من العملات الأجنبية، وأشارت إلى أن موقع المتحف الفريد بالقرب من منطقة الأهرامات يجعله عنصر جذب أساسي لإطالة مدة إقامة السائح في مصر، مما يعزز إنفاقه على الخدمات الفندقية والسياحية.
وأضافت «الملاح»، أن المشروع سيخلق فرصًا استثمارية متنوعة في مجالات الضيافة والفندقة والمطاعم والتجارة، إلى جانب تشجيع الشركات العالمية على المشاركة في الفعاليات والمعارض التي سيستضيفها المتحف، الأمر الذي من شأنه تحفيز تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر.
وأوضحت «الملاح»، أن المتحف وفر خلال مراحل إنشائه آلاف فرص العمل للشباب المصري في قطاعات الهندسة والإنشاء والإدارة، ولا يزال يمثل مصدرًا دائمًا لتوظيف الكوادر في مجالات التسويق، والسياحة، الأمن، والخدمات.
ولفتت إلى أن المتحف سيساهم في إحياء الحرف التقليدية والصناعات اليدوية المصرية عبر التوسع في إنتاج وبيع الهدايا التذكارية والمنتجات التراثية للسياح، ما يدعم الأسر المنتجة والمشروعات الصغيرة في مختلف المحافظات.
تعزيز مكانة مصر عالميًا
وأكدت «الملاح»، أن المتحف الكبير يعزز من القوة الناعمة لمصر ويعيد ترسيخ صورتها كمهد للحضارة والثقافة الإنسانية، مشيرة إلى أن هذا التأثير الإيجابي على صورة الدولة يسهم في رفع ثقة المستثمرين الأجانب بالاقتصاد المصري.
تطوير البنية التحتية
واشارت إلى أن المشروع أسهم بشكل ملحوظ في تطوير البنية التحتية لمنطقة الأهرامات والطرق المؤدية إليها، إلى جانب تحسين المرافق والخدمات العامة، وهو ما ينعكس اقتصاديًا على المجتمع ويعزز الحياة المعيشية لسكان المنطقة.
يمثل المتحف المصري الكبير نقلة نوعية في السياحة والثقافة والتراث، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تحكي مسيرة الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني، من بينها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد منذ اكتشافها قبل أكثر من قرن.
ويُعد الافتتاح الرسمي تتويجًا لسنوات طويلة من العمل الدؤوب والتعاون الدولي، إذ شاركت في تنفيذ المشروع كبرى الشركات العالمية في مجالات التصميم والترميم والإنشاء، ليخرج المتحف في أبهى صورة تجمع بين الطابع المعماري العصري والروح الفرعونية الأصيلة.
يشهد الحفل حضورًا واسعًا لزعماء وقادة من مختلف دول العالم، فضلًا عن شخصيات فنية وثقافية بارزة، في حدث وصفته الأوساط الإعلامية العالمية بأنه عرض حضاري يليق بمصر.
وسيكون افتتاح المتحف المصري الكبير بوابة جديدة لتنشيط السياحة وزيادة تدفقات النقد الأجنبي، بجانب كونه منارة للتبادل الثقافي ومركزًا عالميًا للحضارة المصرية القديمة
