خبيرة: المتحف المصري الكبير أيقونة للتحول الأخضر في مصر الحديثة
قالت الدكتورة وفاء علي، أستاذ الاقتصاد وخبيرة أسواق الطاقة، إن المتحف المصري الكبير لم يعد مجرد مشروع أثري ضخم، بل أصبح رمزًا للتحول نحو الطاقة الخضراء والاستدامة البيئية في مصر، وأكدت أن هذا الصرح يمثل واجهة حضارية جديدة تظهر كيف استطاعت مصر أن تجمع بين التاريخ العريق والفكر الحديث في مشروع واحد يعبر عن رؤية الدولة للمستقبل.
أوضحت «وفاء»، في تصريح خاص لـ«نيوز رووم»، أن المتحف المصري الكبير حصل على شهادة «EDGE Advanced» العالمية الخاصة بالمباني الخضراء، وهي من أعلى شهادات الاستدامة التي تمنح للمؤسسات التي تحقق توفيرًا في استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 62% مقارنة بالمباني التقليدية، وأضافت أن هذا الإنجاز يجعل المتحف أول متحف في إفريقيا والشرق الأوسط يحصل على هذه الشهادة، ما يجعله في صفوف المنشأت العالمية التي تطبق معايير الحفاظ على البيئة واستخدام الطاقة النظيفة.
رؤية مصر في بناء المشروعات
وأكدت الدكتورة «وفاء» أن المشروع يعكس رؤية الدولة المصرية في بناء مشروعات تراعي البيئة وتدعم الاقتصاد الأخضر، وأوضحت أن المتحف أصبح بمثابة عنوان عريض لاستراتيجية وطنية تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية، مشيرة إلى أن كل دولة تمتلك رمزًا يعبر عن حضارتها وتقدمها، والمتحف المصري الكبير أصبح رمز مصر للاستدامة والتنمية الشاملة.
وأضافت أن المتحف لم يكتفي بهذه الشهادة، بل حصل أيضًا على جائزة «فرساي» من اليونسكو تقديرًا لتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين الأصالة والابتكار، كما نال 8 شهادات «أيزو» دولية تؤكد التزامه بمعايير الجودة العالمية وكفاءة استهلاك الطاقة، ليصبح صرحًا بيئيًا محايدًا للكربون يعكس وعيًا حقيقيًا بأهمية اللاستدامة.
وأشارت إلى أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو أيقونة خضراء للترشيد والجودة، ومثال واضح على قدرة مصر على الدمج بين حضارة الماضي ورؤية المستقبل، وأكدت أن هذا المشروع يعكس روح مصر الحديثة التي تسعى إلى التقدم مع الحفاظ على البيئة، ليبقى المتحف شاهدًا على حضارة لا تنتهي وإنجاز لا ينسى.
يمثل المتحف المصري الكبير نقلة نوعية في السياحة والثقافة والتراث، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تحكي مسيرة الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني، من بينها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد منذ اكتشافها قبل أكثر من قرن.
ويُعد الافتتاح الرسمي تتويجًا لسنوات طويلة من العمل الدؤوب والتعاون الدولي، إذ شاركت في تنفيذ المشروع كبرى الشركات العالمية في مجالات التصميم والترميم والإنشاء، ليخرج المتحف في أبهى صورة تجمع بين الطابع المعماري العصري والروح الفرعونية الأصيلة.
كما يتوقع أن يشهد الحفل حضورًا واسعًا لزعماء وقادة من مختلف دول العالم، فضلًا عن شخصيات فنية وثقافية بارزة، في حدث وصفته الأوساط الإعلامية العالمية بأنه عرض حضاري يليق بمصر.
وسيكون افتتاح المتحف المصري الكبير بوابة جديدة لتنشيط السياحة وزيادة تدفقات النقد الأجنبي، بجانب كونه منارة للتبادل الثقافي ومركزًا عالميًا للحضارة المصرية القديمة