«المصري الكبير» أول متحف يحصل على شهادة «EDGE Advanced» للمباني الخضراء

يعد افتتاح المتحف المصري الكبير أحد أهم وأضخم المشروعات الثقافية في مصر والعالم، ولم يكتفي بكونه متحفًا أثريًا مميزًا، بل أصبح أيضًا أول متحف في إفريقيا والشرق الأوسط يحصل على شهادة EDGE Advanced الخاصة بالمباني الخضراء.

وتعد هذه الشهادة دليلاً على أن المتحف يستهلك طاقة أقل بنسبة 60% مقارنة بالمباني التقليدية، ما يجعله نموذجًا حقيقيًا في تطبيق مفاهيم الاستدامة. 
وفي سياق قال الخبير الاقتصادي محمد أنيس، إن التصميم المعماري للمتحف المصري الكبير اعتمد على استغلال الإضاءة الطبيعية بشكل كبير، حيث تم تصميم الواجهات والزوايا بطريقة تسمح بدخول أشعة الشمس خلال ساعات النهار لتقليل الاعتماد على الإضاءة الصناعية، وأضاف أن المبنى يتمتع أيضًا بنظام تهوية طبيعية فعال يقلل الحاجة إلى استخدام أجهزة التبريد، باستثناء القاعات التي تضم القطع الأثرية، والتي تتطلب درجات حرارة ثابتة للحفاظ عليها.

افتتاح المتحف المصري الكبير 

وأوضح «أنيس»  في تصريح خاص لـ «نيوز رووم»، أن هذا النوع من التصميم جعل عملية التنفيذ أكثر تعقيدًا، لأن المبنى لا يعد تقليديًا، بل يعتمد على تفاصيل هندسية دقيقة ومتدرجة، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة المشروع وطول فترة إنجازه، ورغم ذلك، فإن النتيجة النهائية تستحق الجهد، فقد خرج المتحف في صورة فريدة تجمع بين الحداثة والهوية المصرية القديمة.

وأكد «أنيس»، أن المتحف المصري الكبير يجسد فكر الدولة في التحول نحو التنمية المستدامة، ويعكس قدرة مصر على الموازنة بين التطور الاقتصادي والحفاظ على البيئة، ليبقى المتحف شاهدًا على تاريخ الماضي وابتكار الحاضر في نفس الوقت.

المتحف المصري الكبير

يقع المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة على مساحة تقدر بـ 500 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 57 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور.

وتعد قاعة الملك توت عنخ آمون من أبرز معالمه، إذ تحتوي على أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية تعرض لأول مرة منذ اكتشاف المقبرة قبل مئة عام، كما تتميز واجهة المتحف المصنوعة من رخام سيناء والمنقوشة بخراطيش الملوك القدماء، مما يمنح الزائر شعورًا وكأن التاريخ نفسه يستقبله.