واشنطن بوست: :مصر تزيح الستار عن أكبر متحف في العالم مخصَّص لحضارة واحدة
تفتتح القاهرة اليوم السبت 1 نوفمبر، المتحف المصري الكبير، الذي استغرق بناؤه أكثر من عقدين، في خطوة تهدف إلى جذب المزيد من الزوار وتنشيط قطاع السياحة المتأثر في مصر.
المتحف المصري الكبير
ويقع المتحف على هضبة الجيزة، بالقرب من الأهرامات الثلاثة وأبو الهول، وسيصبح أكبر متحف في العالم مكرس لحضارة واحدة، حيث يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تجسد حياة مصر القديمة عبر العصور.

حفل افتتاح المتحف المصري الكبير يضم قادة عالميون
ويتوقع أن يحضر حفل الافتتاح قادة عالميون، بمن فيهم ملوك ورؤساء دول وحكومات، في حدث وصفته الرئاسة المصرية بأنه استثنائي في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية.
المتحف المصري الكبير.. أبرز مشاريع الرئيس عبد الفتاح السيسي
ويعد المتحف أحد أبرز مشاريع الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه منصبه عام 2014، ضمن خطة استثمارية ضخمة لتعزيز البنية التحتية وإنعاش الاقتصاد بعد سنوات من الركود والاضطرابات التي أعقبت ثورة 2011.
شهدت الاستعدادات للحدث الكبير سرية تامة، حيث أغلق المتحف خلال الأسبوعين الماضيين بعد أن كان مفتوحًا جزئيًا للزيارات منذ العام الماضي.
وقامت الحكومة بتجديد المنطقة المحيطة بالمتحف والأهرامات، وشق طرق جديدة، وإنشاء محطة مترو بالقرب من بواباته لتسهيل وصول الزوار، بالإضافة إلى افتتاح مطار أبو الهول الدولي على بعد 40 دقيقة من الموقع.
تكلفة بناء المتحف المصري الكبير
تبلغ تكلفة المتحف حوالي مليار دولار، وواجه المشروع عدة تأخيرات منذ بدء بنائه عام 2005 بسبب عدم الاستقرار السياسي.

يتميز المتحف بواجهة زجاجية شاهقة مثلثة تشبه الأهرامات، مع مساحة عرض دائمة تبلغ 24 ألف متر مربع. من البهو الرئيسي، يقود درج فاخر من ستة طوابق إلى صالات العرض، تصطف على جانبيه تماثيل مصرية قديمة، مع إطلالة مباشرة على الأهرامات، فيما يربط جسر المتحف بينه وبين الأهرامات، مما يتيح للزوار التنقل سيرًا على الأقدام أو بالمركبات الكهربائية.
مجموعة توت عنخ آمون تتألق لأول مرة كاملة في مكان واحد
تضم الصالات الرئيسية الاثنتي عشرة آثارًا من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الروماني، مرتبة حسب الزمن والموضوعات، بينما تخصص صالتان لعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون بالكامل لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922 على يد هوارد كارتر
زاهي حواس يصف المتحف المصري الكبير
وصف عالم الآثار الشهير ووزير الآثار السابق، زاهي حواس، مجموعة توت عنخ آمون بأنها "تحفة المتحف"، موضحًا أن العرض يضم أسرة جنازة الفرعون الصغير الثلاثة، 6 عربات، عرشه الذهبي، تابوته المغطى بالذهب، وقناع دفنه المصنوع من الذهب والكوارتزيت واللازورد والزجاج الملون.
زيادة أعداد السياح
تهدف الحكومة من خلال المتحف إلى زيادة أعداد السياح وإطالة مدة بقائهم في مصر، لتوفير العملة الأجنبية اللازمة لدعم الاقتصاد الوطني الذي عانى خلال سنوات الاضطرابات السياسية وأزمات كورونا وحرب أوكرانيا.
شهدت مصر في 2024 زيارة عدد قياسي من السياح بلغ حوالي 15.7 مليون، مساهمًا بنحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي، وتطمح الحكومة إلى الوصول إلى 30 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2032.

وسيفتح المتحف أمام الجمهور اعتبارًا من يوم الثلاثاء المقبل، ليصبح رمزًا حضاريًا عالميًا ومقصدًا سياحيًا رئيسيًا يعكس تاريخ مصر العظيم.
المتحف المصري الكبير.. بوابة جديدة لإنعاش السياحة في مصر
وصفت صحيفة واشنطن بوست المتحف المصري الكبير بأنه ركيزة أساسية في جهود الحكومة لتعزيز صناعة السياحة، أحد أهم مصادر النقد الأجنبي لمصر، وتسعى السلطات إلى جذب ما بين 15 و20 ألف زائر يوميًا، ضمن خطة طموحة تهدف إلى رفع عدد السياح إلى 30 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2032.
ولضمان تجربة سلسة للزوار، تم تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف وإنشاء محطة مترو جديدة، إضافة إلى مطار سفنكس الدولي، مما يجعل المتحف أكثر من مجرد صرح ثقافي، بل مركزًا محوريًا لنهضة السياحة المصرية.



