و16% تراجعًا فى مطلع 2025
بسبب حرب غزة .. خسائر قناة السويس تتجاوز 135 مليار جنيه ( تقرير )

أظهرت أحدث تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن قناة السويس سجلت خسائر كبيرة خلال عام 2024، إذ بلغت الخسائر نحو 135.4 مليار جنيه، وهو ما يعكس تأثيرات الحرب الإسرائيلية على غزة، التى أدت إلى اضطرابات في حركة الملاحة، وهو ما أثر سلباً على العائدات المالية التي تحققها القناة سنوياً، ونتيجة لهذه الظروف، شهدت القناة تراجعاً ملحوظاً في إيراداتها.
انخفاض إيرادات قناة السويس بنسبة 43.1%
وفقًا لتقرير خاص صادر عن جهاز الإحصاء، تراجعت إيرادات قناة السويس في عام 2024 بشكل كبير، حيث انخفضت من 313.9 مليار جنيه في 2023 إلى 178.5 مليار جنيه في 2024، مما يعكس انخفاضًا قدره 135.4 مليار جنيه وبنسبة انخفاض وصلت إلى 43.1%، ويعد هذا التراجع أحد المؤشرات البارزة على التأثيرات المباشرة التي تحدثها الحروب والصراعات في المنطقة على حركة الملاحة البحرية، والتي تعتبر قناة السويس جزءًا أساسيًا منها.
تطور إيرادات القناة في عام 2024
على مدار عام 2024، شهدت إيرادات قناة السويس تذبذبًا شهريًا، حيث بدأت القناة العام بإيرادات أقل من العام السابق، ففي يناير، بلغت الإيرادات 13.3 مليار جنيه، وفي فبراير انخفضت إلى 10.6 مليار جنيه، ومع مرور الأشهر، تحسنت الإيرادات قليلاً، حيث سجلت 15.8 مليار جنيه في أبريل، و15.9 مليار جنيه في مايو. شهد شهر أغسطس أعلى إيرادات خلال العام بمقدار 16.3 مليار جنيه، إلا أن الإيرادات في ديسمبر كانت 15.3 مليار جنيه، ومع ذلك ظل إجمالي الإيرادات لعام 2024 عند 178.5 مليار جنيه، وهو تراجع كبير مقارنة بالعام الذي قبله.
مقارنة مع إيرادات عام 2023
كان عام 2023 عامًا مميزًا لقناة السويس، حيث سجلت إيرادات القناة نحو 313.9 مليار جنيه. وقد تميز العام بزيادة ملحوظة في العوائد الشهرية، حيث حققت القناة إيرادات كبيرة في جميع أشهر العام، بداية من 23 مليار جنيه في يناير وصولًا إلى 23.1 مليار جنيه في ديسمبر، ويظهر هذا التفاوت في الإيرادات بين العامين 2023 و2024 التأثير الواضح للأحداث الجيوسياسية على الحركة التجارية عبر القناة.
تراجع الإيرادات في بداية عام 2025
مع بداية عام 2025، استمر تراجع إيرادات قناة السويس، حيث انخفضت الإيرادات من 15.6 مليار جنيه في يناير إلى 13.1 مليار جنيه في فبراير بانخفاض بلغت نسبته 16%، ويعزى هذا التراجع إلى انخفاض أعداد السفن العابرة للقناة، حيث انخفض عدد السفن والناقلات بواقع 22.9%، حيث عبر 864 سفينة في فبراير 2025 مقارنة بـ 1120 سفينة في نفس الشهر من العام السابق، كما انخفضت الحمولة الصافية للسفن العابرة، حيث هبطت من 45.7 مليون طن إلى 33.8 مليون طن، وهو ما يعكس تأثيرات اقتصادية سلبية على حركة الملاحة في القناة.
كانت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قد اندلعت فى أواخر عام 2023 وتحديدًا فى السابع من شهر أكتوبر، حينما شنت قوات الاحتلال هجمات متواصلة استهدفت تدمير كافة المرافق الحيوية على مستوى القطاع، ما أسفر عن سقوط أكثر من 50 ألف شهيد وعشرات الآلاف من المصابين والجرحى فضلًا عن خسائر تجاوزت مئات المليارات، وعلى مدار الأشهر المتعاقبة من وقت اندلاع الحرب لم تفلح جهود الوساطة فى التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار إلا قبل شهرين، حينما أعلنت كلًا من مصر وقطر التوصل إلى هدنة وقف اطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطينى، والذى تمت على إثره صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، قبل أن تنقض الأخيرة الهدنة وتستأنف ضرباتها ضد عدة مواقع فى قطاع غزة.
صاحب التصعيد العسكرى فى قطاع غزة على مدار عام ونصف العام اضطرابات فى حركة الملاحة فى قناة السويس، نتيجة تصاعد الهجمات بين فصائل المقاومة فى اليمن (الحوثيين) والشاحنات والسفن الأمريكية وغيرها من الشاحنات الموالية لدول داعمة لإسرائيل التى تم استهدافها أثناء مرورها بقناة السويس، وهو مأ تسبب فى الإضرار بحركة مرور ناقلات السفن والبترول العابرة فى قناة السويس، لتنخفض أعداد السفن العابرة ومن ثم عائدات قناة السويس.
وتحاول مصر جاهدة حشد الأطراف الدولية والعربية لاتخاذ موقف موحد بشأن وقف الحرب فى قطاع غزة والتوصل إلى إتفاق دائم فى هذا الشأن سواء بين الفصائل الفلسطينية بعضها البعض أو بين حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلى، مع التمسك بالحق فى إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، والتأكيد على رفض مخطط تهجير 2 مليون مواطن فلسطيني خارج قطاع غزة، بما فى ذلك المقترح الأمريكى بأن تكون مصر والأردن جزء من مخطط التهجير أو إدارة القطاع.