حكم ترك الصلاة في المسجد خشية الرياء وحب الظهور.. تحذير من الإفتاء
                            أكدت دار الإفتاء أن ترك صلاة الجماعة في المسجد خوفًا من الوقوع في الرياء أو حبّ الظهور ليس من الصواب شرعًا، بل هو من وساوس الشيطان التي تهدف إلى صرف المسلم عن طاعة الله وإبعاده عن الجماعة وعمارة بيوت الله تعالى.
وقالت الدار في بيانٍ لها اليوم ردًّا على سؤالٍ ورد إليها حول حكم صلاة الإنسان في بيته خوفًا من أن يكون ذهابه إلى المسجد رياءً: إن على المسلم أن يُجاهد نفسه في الإخلاص وأن يُحسن نيَّته في الذهاب إلى المسجد، وألا يلتفت إلى الوساوس التي تُثبِّطه عن أداء العبادة مع الجماعة، مستشهدةً بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» (متفق عليه).
وأوضح البيان أن النية هي ميزان القبول عند الله تعالى، فمن خرج من بيته قاصدًا وجه الله وإعمار المسجد بذكره والصلاة فيه، فإن عمله مقبولٌ ومأجورٌ عليه، حتى وإن خطر بباله أثناء العبادة شيءٌ من الرياء؛ لأن مجرد خواطر النفس لا يُؤاخذ بها العبد ما لم يعمل بها أو يتكلم.
الرياء لا يُدفع بترك الطاعة
وشددت دار الإفتاء على أن الرياء لا يُعالج بترك العمل الصالح، بل بعلاج النية وتصحيح القصد؛ فترك العبادات خشية الرياء من مداخل الشيطان الخفية، الذي يسعى إلى حرمان المؤمن من الأجر الكامل.
وأوضحت أن المسلم لو ترك الصلاة في المسجد كلما أحسّ بشيءٍ من حب الظهور أو مراقبة الناس، لتُركت كثير من الطاعات، لذلك وجب عليه أن يُؤدي العبادة، وأن يُكثِر من الدعاء والذكر، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند شعوره بهذه الوساوس.
فضيلة الصلاة في الجماعة
وبيَّنت دار الإفتاء أن صلاة الجماعة في المسجد من شعائر الإسلام العظيمة، وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها، فقال: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذِّ بسبعٍ وعشرين درجة» (متفق عليه).
كما قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ [النور: 36].
وأكدت الدار أن حضور الصلاة في المسجد يُظهر شعيرة الإسلام ويقوِّي الروابط الاجتماعية بين المسلمين، فضلًا عن أنه يُعين المسلم على الثبات على الطاعة في جماعة، ويحميه من العزلة والفتور.
وجهت دار الإفتاء نصيحةً للمصلين بأن يستعينوا على الإخلاص بالذكر والدعاء، وأن يُكثروا من قول: «اللهم إني أعوذ بك أن أُشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم»، وأن يجتهدوا في استحضار مراقبة الله وحده دون الالتفات إلى نظر الناس أو مدحهم.
كما دعت إلى عدم الانسياق وراء الوساوس التي تزرع الشك في النيات، مبينةً أن الشيطان يدخل على المؤمن من هذا الباب ليحرمه من لذة العبادة ومجالسة الصالحين في بيوت الله، وأن أفضل سبيلٍ لمقاومته هو المضيّ في العبادة بثقةٍ واطمئنانٍ، مع إخلاص النية لله تعالى.
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الجماعة في المسجد سنة مؤكدة وعبادة عظيمة لا يجوز تركها خشية الرياء، لأن الخوف من الرياء لا يُسوغ ترك الطاعة.
وعلى المسلم أن يُصلح نيته ويجاهد نفسه في سبيل الإخلاص، وأن يستعيذ بالله من وساوس الشيطان، فالله تعالى لا ينظر إلى ظاهر العمل بقدر ما ينظر إلى صدق النية وصفاء القلب.