حقق 14 مليون مشاهدة.. تقرير لـ فرانس 24 عن أحمد الشرع (الجولاني) | ماذا قالوا؟
حقق تقرير بثته قناة "فرانس 24" في 7 مايو الماضي، عن الرئيس السوري أحمد الشرع، المعروف سابقًا بأبو محمد الجولاني، أكثر من 14 مليون مشاهدة، مثيرًا موجة واسعة من الجدل والنقاش حول الرجل الذي انتقل من صفوف تنظيم القاعدة إلى رئاسة سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
واستعرض التقرير رحلة الشرع من الميدان إلى القصر، وأعاد تسليط الضوء على واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، بين من يراه رمزًا لتحوّل سياسي غير مسبوق، ومن يعتبره وجهًا جديدًا لمرحلة غامضة في مستقبل سوريا والمنطقة، فمن هو أحمد الشرع أو أبو محمد الجولاني؟
من هو أحمد الشرع (الجولاني)؟
وُلد الجولاني في العاصمة السعودية الرياض عام 1982، قبل أن ينتقل مع عائلته إلى دمشق حيث التحق بكلية الطب، لكنه سرعان ما ترك الدراسة بعد عامين متجهًا نحو العراق عام 2003، في خضم الغزو الأمريكي، حيث التحق بتنظيم القاعدة واقترب من قائده حينها، أبو مصعب الزرقاوي.
واعتُقل في معسكر بوكا الأمريكي، وأُفرج عنه عام 2008، ليعود مجددًا إلى ساحة القتال ضمن ما أصبح لاحقًا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، ومع اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، كلّفه أبو بكر البغدادي بتأسيس فرع سوري للتنظيم، أطلق عليه اسم جبهة النصرة.
لكن الخلاف سرعان ما اشتد بين الرجلين، إذ رفض الجولاني دمج "النصرة" مع تنظيم الدولة، وأعلن ولاءه لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، لتتحول الجبهة لاحقًا إلى قوة مهيمنة في شمال سوريا، وفي عام 2016، أعاد الجولاني تشكيل التنظيم تحت اسم "هيئة تحرير الشام"، معلنًا فك ارتباطه بالقاعدة.
وصنّفت واشنطن الجولاني ضمن قائمة الإرهاب، ورصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، قبل أن تُلغى المكافأة في ديسمبر الماضي، بعد تغيّر المشهد الداخلي في سوريا.
وفي عام 2017، سيطرت هيئة تحرير الشام على محافظة إدلب، التي ظل الجولاني يديرها حتى نهاية 2024، حين انهار نظام بشار الأسد بسرعة، وتقدمت قواته نحو دمشق وحلب.
وأعلن الجولاني توليه رئاسة البلاد وأطلق عنه نفسه أحمد الشرع بدلًا من أبو محمد الجولاني، في مرحلة وصفت بأنها الأصعب في تاريخ سوريا الحديث.
تصريحات الشرع عن مصر والعراق
قبل أيام، شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هجومًا عنيفًا على الرئيس السوري، بسبب تصريحاته خلال جلسة حوارية في منتدى FII حضره ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وانتقد الرواد تصريحات الشرع عن مصر والعراق، حيث قالوا إنه ترك بلاده تتعرض للقصف الإسرائيلي دون رد منه، وأنه سلم بلاده لإسرائيل، وأنه لم يتحدث عن معاناة أطفال غزة ودوره المتخاذل في غزة، وأن أصله إرهابي وكان يقتل الأبرياء، وأنه طوال حياته على قوائم الإرهاب، وأنه في الأساس تولى الحكم في سوريا في إطار صفقة وأنه أداة لا أكثر، إضافة إلى علاقته بإسرائيل وصمته تجاه عدوان إسرائيل على الأراضي السورية، وتدميره للجيش السوري، وصمته على احتلال إسرائيل لأراضي سوريا.
وقال الشرع خلال الجلسة: "السعودية بلد ذاهب إلى ازدهار واستقرار وتنمية واسعة، وهذه التجربة أصبحت فريدة في المنطقة، وأنا منذ فترة طويلة أتابع الرؤية التي طرحها سمو الأمير محمد بن سلمان، ورأيت أنها ليست فقط عند حدود المملكة العربية السعودية، ورأيت أنها رؤية تشمل المنطقة بأكملها".
وأضاف الشرع: "قمنا بالتقاط هذه الرسالة، وعندما وصلنا إلى دمشق سارعنا بالمجيء لكي نكون جزءًا من هذا الترتيب الحاصل والامتيازات الموجودة من حيث الموقع الجغرافي والموارد البشرية الموجودة في سوريا، وهذه امتيازات كبيرة جدًا، وإذا اجتمعت مع هذه الرؤية، سيحصل هناك نوع من التكامل، وسوريا اليوم لديها علاقة مثالية مع تركيا".
وتابع: "لدينا علاقة مثالية حاليًا مع المملكة العربية السعودية، وأيضًا مع دولة قطر ومع الإمارات العربية المتحدة، وهذه الدول الناجحة فيما أعتقد، مع احترام لباقي الدول أيضًا مثل مصر والعراق، فهذه الدول لديها النجاح ولكنها تعمل بجهد مضاعف وبسرعة فائقة لمواكبة التطور الحاصل".
