عاجل

الطيب وفرنسيس.. لماذا يحرص شيخ الأزهر على لفظة «أخي»؟ |خاص

الدكتور محمد الجندي
الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية

رغم رحيله إلا أن لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، عبارة تدل على الوفاء والعرفان لجهود بذلت بينه وبين البابا فرنسيس بابا الفاتيكان لإخراج وثيقة الأخوة الإنسانية، كلمة واحدة على بساطتها وأحرفها الثلاثة إلا أنها جسدت لمعانٍ كثيرة ورسائل عدة، فما هي رسالة الإمام الأكبر التي تضمنتها تلك الكلمة خلال حديثه في قمة روما قبل يومين.

أمين «البحوث الإسلامية» يكشف أسرار كلمة أخي التي يرددها الطيب

في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» ضمن حوارٍ ينشر كاملًا في وقتٍ لاحق، قال الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن  «أخي» جزء من تجسيد عملي لرسالة الإسلام والتزام بما جاء به الوحي الشريف، حيث اللفظ القرآني دائمًا نجد عندما يتحدث القرآن عن الناس يقول لهم: «يا أيها الناس» و«يا بني آدم»، في دعوة تجمع الخلق ولا تفرقهم على أساس نوعٍ أو معتقد فالجميع خلق الله سبحانه وتعالى.

وأضاف: «إطلاق لفظ أخي أيضا دليل على أصل الخلقة فنحن تجمعنا أخوة صلبية وآدمية وإنسانية من أب وأم واحدة، فكلنا يجمعنا آدم وإن اختلفت الديانات والطوائف إلا أن الأصل واحد»، مشددًا: «الشيخ حين يردد «أخي» فبها يرأب صدع الخلاف ويسقط مفهوم العنصرية والنظرة الدونية لأصحاب الديانات اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي سبق إلى هذا المفهوم من خلال وثيقة المدينة المنورة حينما جمع شمل أهل المدينة بما فيها اليهود على مبادئ واحدة تراعي هذا المفهوم الإنساني.

الأزهر والفاتيكان نموذجًا رائدًا للحوار الجاد

بدوره كان قد أكد الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، في تصريحات خاصة سابقة لـ «نيوز رووم» أن العلاقة بين الأزهر الشريف والفاتيكان تُعدّ نموذجًا رائدًا للحوار الجاد والمسؤول بين الشرق والغرب، وقد شهدت هذه العلاقة تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، ولا سيما منذ توقيع «وثيقة الأخوّة الإنسانية» في أبو ظبي عام 2019، بفضل الرؤية المستنيرة لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والراحل قداسة البابا فرنسيس. 

وتابع:  «اليوم، نأمل أن تتواصل هذه الروح الإيجابية في عهد قداسة البابا ليو الرابع عشر، بما يُعزّز جسور التفاهم والتعاون بين الجانبين، ويخدم قضايا السلام والتعايش الإنساني».

ولفت إلى أنه انطلاقًا من هذا المسار البنّاء، يُواصل الأزهر الشريف جهوده في ترسيخ الحوار مع الفاتيكان، باعتباره خيارًا ثابتًا ورؤية استراتيجية تنبع من إيمان راسخ بالقيم الإنسانية المشتركة التي تجمع بين الأديان.

كما يؤكد الأزهر دومًا استعداده لتعميق هذا التعاون من خلال قطاعاته وهيئاته المتخصصة، وعبر الفعاليات الفكرية، والبرامج التعليمية، والأنشطة الثقافية، والمبادرات الشبابية التي تخدم الإنسانية وتُسهم في مواجهة التحديات الفكرية والأخلاقية المعاصرة. وتأسيسًا على هذه الجهود المتواصلة، فإننا نؤمن بأن المستقبل يحمل آفاقًا واعدة لتعزيز هذا التقارب، بما يُسهم في ترسيخ استقرار المجتمعات، ونشر ثقافة التسامح، وتعزيز الاحترام المتبادل بين أتباع الأديان والثقافات. 

تم نسخ الرابط