يسري جبر: حرمة المسلم عند الله أعظم من حرمة الكعبة
أكد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن حرمة المسلم عند الله تعالى أعظم من حرمة الكعبة المشرفة، مشددًا على ضرورة صيانة حقوق الناس في أموالهم وأعراضهم وأبدانهم، وعدم التهاون في ذلك مهما بلغت درجة التدين أو كثرت الطاعات.
وأوضح الدكتور جبر، خلال حلقة برنامج «اعرف نبيك»، المذاع على قناة الناس اليوم الجمعة، أن من أراد أن يكون من أعبد الناس فعليه أن يتقي المحارم، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «اتقِ المحارم تكن أعبد الناس»، مبينا أن عبادة الترك، أي ترك المحرمات والاعتداء على حقوق الناس، أعظم أجرًا عند الله من عبادة الحركة المتمثلة في كثرة الصوم والحج والصدقة دون حفظ حقوق العباد.
الاعتداء المعنوي كالمادي
وأشار يسري جبر العالم الأزهري إلى أن التهاون في أعراض الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي أصبح ظاهرة خطيرة، إذ بات البعض يدخل إلى صفحات الآخرين لسبّهم والطعن في دينهم وشرفهم، معتبرًا أن ذلك اعتداء على الحقوق لا يقل جرمًا عن الاعتداء المادي، قائلاً: «صفحة الإنسان كبيته، فلا يجوز أن تقتحمها لتشتمه».
وأضاف يسري جبر أن كثيرًا من الناس قد يحرصون على العبادات الظاهرة مثل الصيام والعمرة والصدقة، بينما يقعون في كبائر اللسان من غيبة وسبّ ولعن، فيخرجون من الدنيا وهم «مفلسون يوم القيامة»، لأن حقوق العباد لا تسقط إلا بالأداء أو المسامحة، كما حذر من التهاون في هذا الباب الذي يُعد من أخطر ما يُسأل عنه الإنسان يوم الحساب.
ردّ المظالم وحفظ الألسنة
ودعا الدكتور يسري جبر إلى ردّ الحقوق إلى أصحابها، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا، موضحًا أنه إن لم يُعرف أصحاب الحقوق وجب الإحسان إلى ورثتهم أو التصدق عنهم بنية ردّ المظالم.
وقال في ختام حديثه: «لقد هانت حرمة المسلمين بين بعضهم حتى استُحلّت الدماء، وتجرأ الناس على بعضهم باسم الدين، ونحن في حاجة إلى أن نتقي المحارم حقًا، ونحفظ ألسنتنا وقلوبنا، لعل الله أن يحفظنا برحمته».
وفي سياق أخر، أجاب الدكتور يسري جبر، العالم الأزهري المعروف، على سؤال يقول :"كنت أختلف مع زميل لي في العمل حول قراءة الفاتحة على أرواح الموتى، فهو يقول إنها بدعة وأن قراءة القرآن لا تصل للميت، لم أكن أعرف كيف أرد عليه.