00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

تشدد إسرائيلي في ملف الجثامين يعكس تعقيدات اتفاق وقف إطلاق النار

خبراء: مصر تتحرك دبلوماسيًا وواشنطن تسعى لتثبيت اتفاق ترامب

غزة
غزة

في ظل حالة الترقب الإقليمي والدولي بشأن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، تبرز أزمة الجثامين كأحد أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا في المشهد السياسي الراه، وبينما يرى خبراء أن تشدد إسرائيل في هذا الملف يعكس رفضها لأي تنازل في مسار التسوية، مشيرين إلي أن الأزمة لا تمثل عائقًا أمام تنفيذ اتفاق ترامب، بل تكشف عن جهود مصرية وأمريكية حثيثة لتثبيت الهدنة وإعادة تشكيل خريطة المنطقة سياسيًا واقتصاديًا.
 

تشدد إسرائيل في ملف الجثامين يعكس رفضها لأي تنازل في اتفاق وقف إطلاق النار
 


قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلوم السياسية، إن أزمة الجثامين الأخيرة لا يمكن اعتبارها مؤشرًا على قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بقدر ما تعكس مدى تشدد إسرائيل وإصرارها على عدم التنازل عن شروطها في أي تسوية محتملة. 


وأوضح "عاشور" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن الموقف الإسرائيلي الحالي يُظهر بوضوح أن المرحلة الثانية من أي اتفاق – والمتعلقة بنزع سلاح حركة حماس – ستكون الأكثر تعقيدًا وخطورة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تدرك تمامًا أن أي تنظيم مسلح لن يتخلى طواعية عن سلاحه، وهو ما يجعل فرص نجاح الاتفاق محدودة للغاية، بل وربما محكومًا عليه بالفشل منذ البداية. 


وأكد أن مصر تبذل جهودًا مكثفة لإدارة الأزمة والتوصل إلى صيغة تضمن مشاركة فلسطينية مسؤولة في القرار، وتسعى في الوقت ذاته إلى إيجاد مخرج يحافظ على توازن الموقف من خلال الدفع نحو تشكيل حكومة تكنوقراط تتولى المسئولية على الأرض، غير أن حماس ترفض بشدة هذا الطرح، وهو ما يصب في نهاية المطاف في مصلحة إسرائيل. 


وأشار عاشور إلى أن قضية الجثامين تمثل نقطة خلاف إضافية، إذ تدرك إسرائيل أن عمليات الإنقاذ والبحث تحت الأنقاض ستُعقِّد عملية تسليم الجثامين بشكل كامل، لافتًا إلى أن هذه المسألة كانت محورًا رئيسيًا في اللقاءات الأخيرة، خاصة في ظل التحركات الأمريكية التي قادها مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته خلال زيارتهما لتل أبيب، والتي تزامنت مع زيارة وفد المخابرات المصرية برئاسة اللواء حسن رشاد، موضحًا أن تلك التحركات غير المعلنة كانت في جوهرها تتعلق بهذا الملف تحديدًا. 


وأشار إلي أن الموقف الإسرائيلي الحالي يعكس تصميمًا واضحًا على فرض شروطه دون أي مرونة، الأمر الذي يجعل فرص التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار مرهونة بتغيرات جوهرية في مواقف الأطراف كافة.


فيما أكدت الدكتورة نجلاء مرعي، أستاذ العلوم السياسية، أن مسألة الجثامين لا يمكن اعتبارها عائقًا أمام تنفيذ اتفاق ترامب، لافتًة أن هذا الأمر كان متوقعًا، وقد أشار الرئيس الأمريكي نفسه إلى أن عملية تسليم الجثامين قد تواجه بعض الصعوبات. 


وأوضحت "مرعي" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن مصر تبذل جهودًا حثيثة في هذا الملف، حيث تحركت فرق بحث متخصصة خلال الأيام الماضية باتجاه غزة في إطار البحث عن الجثامين. 


وأضافت أستاذ العلوم السياسية، أن الحديث عن تعثر الاتفاق غير واقعي، مشيرًة أن هناك عدة دوافع تعزز صموده، منها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن استئناف وقف إطلاق النار بعدما حقق أهدافًا تكتيكية تتعلق بالردع أمام دول المنطقة، كما أن موقفه السياسي الداخلي يدفعه لتبني ما وصفته بـ"استراتيجية لبنان"، أي وقف إطلاق النار مع استمرار ملاحقة حماس دون العودة لحرب شاملة. 


وأكدت أن قدرة حماس على استكمال الحرب باتت محدودة في ظل فقدانها لعدد من قياداتها، وضعف تسليحها، وتراجع قدرتها على المناورة بعد تسليم ورقة الرهائن التي كانت تمثل عنصر ضغط أساسي. 


وأشارت أستاذ العلوم السياسية، أن هناك دوافع أمريكية واضحة وراء تثبيت الاتفاق، إذ يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستكمال مسار الاتفاقيات الإبراهيمية وحماية التجارة العالمية، إلى جانب رغبته في التفرغ للملف الصيني. 
وأضافت أن زيارات كوشنر وفانسون الأخيرة للمنطقة تأتي في هذا الإطار، مؤكدًة أن ما جرى في شرم الشيخ مؤخرًا كان بمثابة حدث مفصلي سيعيد رسم خريطة المنطقة سياسيًا واقتصاديًا. 


وتابعت: أن صمود الاتفاق يعتمد على مجموعة من الضمانات السياسية والميدانية، تشمل الضغط الأمريكي على إسرائيل لعدم العودة للتصعيد، وتشكيل لجنة عربية لمتابعة التنفيذ، وبلورة موقف فلسطيني موحد قادر على فرض نفسه في المعادلة، إلى جانب تحرك دولي يعيد طرح حل الدولتين كخيار واقعي. 


وأوضحت "مرعي"، أن هناك رغبة أمريكية في أن يأتي السلام خارج مظلة الأمم المتحدة، على أن يتحمل قادة الدول المشاركة في اتفاق شرم الشيخ مسئولية المتابعة والتنفيذ، وهو ما يمنح الاتفاق طابعًا دوليًا وضمانة إضافية.

وأشارت إلى أن نحو 88% من الإسرائيليين يؤيدون حماية الاتفاق وتحصينه، متوقعًة أن تنتقل الوثيقة السياسية قريبًا إلى الأمم المتحدة لإضفاء الصبغة القانونية عليها، وهو ما دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته الأخيرة، مطالبًا بإعطاء شرعية دولية لوثيقة ترامب من خلال مجلس الأمن. 


وكشفت عن وجود انخراط عسكري أمريكي مباشر، تمثل في إرسال 200 جندي أمريكي إلى قاعدة أشدود لمراقبة وقف إطلاق النار ضمن مهمة للتنسيق المدني والعسكري. 


وأضافت أن خطة ترامب لإعادة صياغة الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط تهدف إلى تقليص القوات من 42 ألفًا إلى نحو 5–10 آلاف جندي، وتحويل التركيز إلى بحر الصين الجنوبي، وهو ما يجعل استمرار الحرب في غزة يتعارض مع أولوياته الاستراتيجية. 


ونوهت أن نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية متزايدة نتيجة الانقسام بين اليمين المتشدد والتيار الداعي لوقف الحرب، إلى جانب العزلة الدولية والضرر الاقتصادي الذي تكبده الاقتصاد الإسرائيلي، والذي تجاوز 100 مليار دولار خلال عامي الحرب. 


وأشارت إلى أن نتنياهو قد يلجأ إلى انتخابات مبكرة لاستثمار هذا الاتفاق سياسيًا، في ظل نصيحة مباشرة من ترامب له بعدم استئناف الحرب مرة أخرى.

تم نسخ الرابط