حقيقة فيديو أم سودانية تحمي أطفالها من رصاص الدعم السريع بالفاشر
تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثرًا يظهر أما سودانية تحاول حماية أطفالها من رصاص ميليشيات الدعم السريع في مدينة الفاشر غرب السودان مؤخرًا.
غير أن هذا الادعاء غير صحيح. وبعد التحقق، تبيّن أن المشاهد لا ترتبط بالأحداث الأخيرة في الفاشر، حيث إنها قديمة وتعود إلى 12 سبتمبر 2025.
ويظهر المقطع امرأة تجلس على العشب مع ثلاثة أطفال، بينما يحاول أحدهم التحدث إليها. وتبدو الأم في حالة خوف، إذ تحتضن أطفالها كلما دوّى صوت الرصاص من بعيد.
وقد رافق تداول الفيديو تعليقات تزعم أن الأم كانت تحاول إنقاذ أطفالها من قصف ميليشيات الدعم السريع وأن المدنيين في الفاشر يتعرضون للإرهاب.
يأتي انتشار هذا الفيديو في وقت تتحدث فيه تقارير من شهود عيان وناشطين ومنظمات دولية، مدعومة بصور أقمار صناعية، عن وقوع مجازر وعمليات قتل واسعة استهدفت المدنيين في مدينة الفاشر، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وزعم قائد ميليشيات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، الأربعاء الماضي، إنه يتأسف لأهل الفاشر بعد الكارثة التي لحقت بهم، مضيفًا أن سيطرة قواته على المدينة تأتي "من أجل وحدة السودان"، على حد إدعاءاته.
الصحة العالمية: نشر بصدمة شديدة من مقتل مئات المرضى في الفاشر
في المقابل، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى تقارير تفيد بمقتل أكثر من 460 شخصًا داخل مستشفى في الفاشر، فيما تحدث المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس عن صدمته الشديدة إزاء مقتل مئات المرضى ومرافقيهم والعاملين الصحيين في المستشفى السعودي للتوليد، جراء الهجمات الأخيرة.
وأكد تقرير مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل أن صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو الموثقة تظهر "أدلة على استمرار المجازر خلال الـ 48 ساعة التي تلت سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، بما في ذلك عمليات إعدام قرب المستشفيات ومسار منهجي للتطهير العرقي.
ولا تزال شبكات الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية مقطوعة باستثناء تلك التي تسيطر عليها ميلشيات الدعم السريع عبر شبكة "ستارلينك"، فيما يبقى الوصول إلى المدينة محظورًا رغم الدعوات المتكررة لفتح الممرات الإنسانية، ما يجعل من الصعب الحصول على معلومات مستقلة من الميدان.
ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، نزح أكثر من 36 ألف شخص منذ الأحد بسبب أعمال العنف في الفاشر، متجهين نحو ضواحي المدينة أو إلى منطقة طويلة الواقعة على بعد 70 كيلومترًا غربًا، والتي أصبحت أكبر منطقة استقبال للنازحين في السودان، وتضم حاليًا أكثر من 650 ألف نازح.
ونقلت صور نادرة التقطتها وكالة فرانس برس من طويلة مشاهد لمواطنين يحملون أمتعتهم على ظهورهم ورؤوسهم، بعضهم ينصب خيامًا، وآخرون ظهرت عليهم آثار الإصابة والإرهاق.



