"هاجر" ابنة الفيوم متحدية الإعاقة: نفسي أشتغل وأبطل أحتاج لحد

العلاج يتراوح بين 200 و2500 / لأنه ينم صنع مقاسات

داخل منزل بسيط في قرية الشيخ فضل التابعة لمركز الفيوم بمحافظة الفيوم، تعيش هاجر سلامة أحمد، فتاة في الثلاثينيات من عمرها، تحمل على وجهها ابتسامة جميلة رغم ما تعانيه منذ لحظة ميلادها.

وُلدت هاجر بعيب خلقي فى الساقين والذى جعلها غير قادرة على الحركة بشكل طبيعي كباقى فتايات قريتها، لكنها لم تفقد الأمل يومًا في أن تعيش حياة كريمة تعتمد فيها على نفسها دون أن تتعب أحد أو تكون عبئا على أسرتها.

تقول "هاجر" بصوت يملؤه الأمل: "اتولدت بعيب خلقي في ساقيّ الاثنين ومبقدرش أتحرك لوحدي، لكن نفسي أشتغل وأصرف على نفسي من تعبي .. نفسي محتاجش لحد " .

وأضافت "هاجر": أنا أكبر إخواتى والحالة المادية صعبة جدا ولى 3 أشقاء آخرين فى المراحل التعليمية ووالدى يعمل سائق على توكتوك، وأنا مصابة بجلطة على ذراعى الأيمن وبحتاج لعلاج شهرى يتراوح بين 200 و2500 بجانب علاج للسيولة ثمنه 450 جنيه، كما أعانى من غضاريف فى الرقبة وتحتاج لعلاج ، وأحتاج لعلاج لتقوية العظام، ومساعدة تكافل وكرامة 800 جنيه، ولا تكفى شيئا .

وأكدت هاجر أنها تحتاج إلى تغيير الجهاز الطبى الذى ترتديه فى ساقيها كل 5 أشهر لكى تقدر على المشى والحركة، لكنها لم تغيره منذ فترة طويلة بالرغم من أنه مكسور ويؤذيها فى الحركة بسبب غلاء ثمنه الذى يتراوح بين 40 و60 ألف جنيه؛ لأنه ينم صنع مقاسات خاصة تختلف من شخص لآخر على حسب طبيعة الإعاقة.

ورغم ظروفها الصحية الصعبة لم تستسلم هاجر، بل أصرت على استكمال تعليمها حتى حصلت على دبلوم فنى صناعى، وتحاول يوميًا تطوير مهاراتها من خلال الهاتف والإنترنت، وتقول إنها تتمنى أن تجد فرصة عمل إدارية من قبل المسئولين أو الشركات، سواء في خدمة العملاء أو إدخال البيانات أو أي عمل إلكتروني بسيط يمكنها القيام به وهي جالسة؛ لأنها لا تحتمل الحركة ولا الوقوف ساعات طويلة.

وأضافت: بالرغم من معاناتى الصحية والمادية، لكن أنا مش بطلب صدقة من حد.. بطلب من الدولة توفر لى فرصة عمل أكفى بها حاجاتي اليومية.. نفسي أحس إن ليا دور وإن تعبي له قيمة زى باقى البنات.

ووجهت “هاجر” رسالتها إلى أصحاب القلوب الرحيمة، والمؤسسات الداعمة لذوي الهمم، بأن يمدوا لها يد العون لتجد فرصة عمل تحفظ لها كرامتها، وتفتح لها باب الأمل في حياة أفضل من جديد .

وناشدت “هاجر” الدكتور أحمد الأنصارى، محافظ الفيوم ووزيرة التضامن الاجتماعى، أن يمدوا لها يد العون في توفير فرصة عمل مناسبة لها ولظروفها الصحية والاجتماعية؛ حتى لا تكون عبئا على أحد.

وتعتبرهاجر نموذجًا حيًا للإصرار والأمل، ورسالة قوية بأن الإرادة أقوى من الإعاقة، وأن كل إنسان يستحق فرصة ليعيش بكرامة وأمان.

لمشاهدة لقاء “نيوز رووم” مع هاجر على فيسبوك اضغط على هذا الرابط.