زاهي حواس عن سرقة المتاحف: «لا يجب أن تثير الهلع.. والحل في نظم الحماية»
 
                            أكد الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار، أنه عندما تولى الإشراف على الآثار في عام 2002، اكتشف وجود مشكلة كبيرة تتطلب الحل العاجل وهي الاهتمام بالكوادر البشرية قبل ترميم القطع الأثرية نفسها، موضحًا أنه عمل على رفع رواتب الموظفين وتقديم مكافآت شهرية ضخمة لتشجيعهم ما أسعد العاملين ورفع معنوياتهم.
حالات سرقة فردية للمتاحف
وأشار «حواس»، خلال لقاء خاص له مع الإعلامي محمود الشريف، ببرنامج «مراسي» على شاشة «النهار»، إلى أن بعض المخازن تحتوي على عشرات الآلاف من القطع غير المسجلة بشكل صحيح، وأنه تم التدخل لإنشاء نظام دقيق لمتابعة كل قطعة، موضحًا أن الهدف ليس مناقشة حالات سرقة فردية بل معالجة المشكلة من جذورها، منوهًا بأن من أهم الإجراءات حماية الموظفين ومنحهم حقوقهم، إضافة إلى تدريبهم على التكنولوجيا الحديثة في تسجيل وتصوير كل قطعة أثرية بأعلى جودة.
المتحف البريطاني تعرض العام الماضي لسرقة 2000 قطعة
وتابع حواس: «أي حالات سرقة فردية لا يجب أن تثير الهلع فالمتحف البريطاني تعرض العام الماضي لسرقة 2000 قطعة رغم تأمينه الكامل وأن الحل يكمن في تطوير الأنظمة وحماية الكوادر ومراقبة المخازن بشكل دقيق».
تدريب كافة العاملين بالقطاع السياحي
ومن جانبه أوضح الإعلامي محمود الشريف، أنه لابد أن يتم تدريب كافة العاملين بالقطاع السياحي والآثار بشكل جيد لكي يعطي إضافة أكبر للقطاع والتعامل الجيد مع السائحين بعيدا عن السلوكيات السيئة التي كانت تمثل عنصر سلبي في التعامل مع السياح، مطالبًا بأن يكون هناك تسويق سياحي عبر السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي بشكل كبير.
نقل تمثال رمسيس الثاني
وفي سياق آخر، قال عالم الآثار الدكتور زاهي حواس إن نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى موقعه الحالي بالقرب من المتحف المصري الكبير كان من أصعب العمليات الأثرية في تاريخ مصر الحديث، مشيرًا إلى أن الفكرة بدأت قبل توليه منصب أمين المجلس الأعلى للآثار.
وأضاف حواس خلال مداخلة مع الإعلامية ندى رضا على قناة “إكسترا نيوز”، «التمثال كان في منطقة مزدحمة أسفل الكوبري، يعاني من تلوث بصري وبيئي شديد، وكان لا بد من إنقاذه، وبعد أن توليت المسؤولية، اتفقت مع الوزير فاروق حسني على أن يكون هذا التمثال هو أول قطعة أثرية تُنقل إلى المتحف المصري الكبير، ليستقبل الزوار كرمز لعظمة الحضارة المصرية».
وأوضح أن عملية النقل كانت بالغة الصعوبة، إذ بلغ وزن التمثال 83 طنا، ما تطلب أربع سنوات من الدراسات الدقيقة بالتعاون مع المهندس إبراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب آنذاك، قائلا: «صنعنا نموذجا من التمثال بنفس الوزن لإجراء تجربة عملية من باب الحديد حتى المتحف، وتولى أحد مهندسي جامعة عين شمس وكان عبقريا رحل عن عالمنا ابتكار فكرة عبقرية لضمان تحريك التمثال دون أضرار».
 
                



 
                            
                            
                            
                           