"فرعون" اسم صنعه التاريخ أم مصطلح خاطئ؟.. تعرف على أصل الكلمة وعلاقته بإسرائيل
أصل كلمة فرعون، افتتاح المتحف المصري الكبير، تصدر خلال الساعات القليلة الماضية افتتاح المتحف المصري الكبير، محركات البحث جوجل وخاصة مع قرب افتتاحه والذي يترقبه الملايين حول العالم، ويحضره عدد كبير من زعماء وقادة العالم، حيث من المتوقع أن يشارك ما لا يقل عن 40 رئيس دولة وملك ورئيس حكومة، فضلاً عن عدد كبير من الوزراء وكبار المسؤولين من عدة دول.
هل الفراعنة مصطلح غلط؟
وتسأل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن هل كلمة فرعون أو الفراعنة مصطلح غلط وما هو أصل كلمة فرعون؟.
أصل كلمة فرعون
ويقول الدكتور زاهي حواس في مقاله المنشور بالشرق الأوسط في يونيو 2016، والحقيقة أن الفرعون يعتبر أشهر لقب لحاكم في العصور القديمة، وله وضع جميل، ومعناه عند الفراعنة الشجاعة والحكمة والقوة والتدين. وكما قلت، فإن لقب (فرعون) لا يمت بصلة إلى الحاكم الظالم، بل على العكس، فلقد حكم الفراعنة بالحق والعدل وأرسوا النظام من خلال اتباع قواعد الماعت، التي هي مجمل المثل العليا في حياة البشر، وأي فرعون لا يحقق العدل ويقيم الماعت كان يخسر أبدية أن يظل اسمه يذكر على الأرض بين الأحياء، وكذلك لا ينعم بأبدية العالم الآخر. وكان أهم شيء هو صلة الفرعون بالناس ومدى حبهم واحترامهم له. ولدينا مثال للملك تحتمس الثالث، أعظم فراعنة مصر، الذي لقب بنابليون العصر الحديث، وهو يعطي تعاليمه لوزيره رخميرع لكي يحكم بالعدل ويقيم النظام، ويرسم له الفرعون الطريق الصحيح للحكم الناجح، ويأمره بأن يبتعد عن ظلم الناس وأن ينصر المظلوم ويعاقب الظالم. وتفاخر الوزير بذلك وكتب القصة على جدران مقبرة بالبر الغربي للأقصر.
وهناك الكثير من القصص التي تظهر عدل الفرعون، بل وبساطته، ففي بردية خوفو والسحرة عندما طلب الملك سنفرو من إحدى وصيفاته أن تستمر في تجديف القارب؛ رفضت، ولم تستجب إلا بعد أن أعاد لها الملك قلادتها التي سقطت منها في البحر... والملك نفر إيركارع، نراه يتصرف بإنسانية رائعة عندما سقط وزيره مغشيا عليه بجواره بينما كانا يتفقدان مشروع بناء الهرم، وقام الملك بنقله إلى قصره وأحضر له الأطباء، وحزن عليه عندما علم من الأطباء أن الوزير قد مات، وأمر الملك بنقش القصة كاملة لتخليد ذكرى وزيره. وقصة الفلاح الفصيح وكيف نصره الفرعون وحصل على حقه من الظالم... أما كلمة (فرعون)، فقد عرفت فقط منذ عهد الملك تحتمس الثالث؛ أي أن ما قبل الدولة الحديثة كان من يحكم مصر يعرف بلقب (الملك) فقط.
فرعون يعني القصر العظيم
وقد جاء لقب (فرعون) من الكلمة الهيروغليفية (برعا)، بمعنى: القصر العظيم، وحرفت في العبرية إلى (فرعو)، ولحب العرب لتنوين الكلام أضيفت النون فأصبحت (فرعون)، أي: الملك الذي يعيش داخل القصر، مثل ما يحدث حاليا عندما نشير إلى البيت الأبيض أو قصر باكنغهام أو الإليزيه.... هل يمكن أن نتوقف عن استعمال كلمة (فرعون)؟ ونعرف أن الفراعنة لا علاقة لهم بالظلم والاستبداد، فكلاهما لا يبني حضارة.
مصطلح البيت الكبير
وكتب الدكتور يحيى نورالدين طراف فى باب «السكوت ممنوع» بتاريخ الجمعة 17-6-٢٠١٦ أن كلمة «فرعون» اسم وليست لقباً، وتلك المعلومة غير صحيحة!! وفيما يلى تصحيح لها.. كلمة «فرعون» تعنى حرفياً «البيت الكبير»، وقد وجدت على نقوش الدولة القديمة هكذا لتدل على منزل الملك، وليس الملك بذاته. والكلمة، أو بالأحرى المصطلح، لم تكن مستخدمة رسمياً فى البلاط الملكى فى الدولة القديمة. أما فى الدولة الوسطى، وبالتحديد فى نهاية الأسرة الثانية عشرة، فقد بدأ المصطلح يظهر رسمياً، كالآتى: «البيت الكبير، دام بقاؤه وازدهاره وصحته»، ولكن المصطلح كان لا يزال يشير بوضوح إلى القصر الملكى، أو مؤسسة الرئاسة، وليس للملك شخصياً.
وكان أول ظهور رسمى للعبارة آنفة الذكر للإشارة للملك شخصياً (The Master) كان فى عصر إخناتون (أمنحوتب الرابع)، الملقب الآن بفرعون التوحيد، فى نهاية الأسرة الثامنة عشرة. ومنذ بداية الأسرة التاسعة عشرة، بدأ مصطلح البيت الكبير (الفرعون) يظهر أحياناً مرادفاً لكلمة «جلالته»، فأظهرت النقوش عبارات مثل (الفرعون قرر)، أو (الفرعون ذهب إلى مكان ما)، وهكذا فى العديد من النقوش.. وهذا هو سبب عدم ظهور مصطلح «فرعون» على تماثيل أمنحوتب الثالث، والد إخناتون.. المعلومات المذكورة أعلاه من كتاب (Egyptian Grammar) للسير آلان جاردينر، حجة المصريات واللغة المصرية القديمة، صفحة 75 فى طبعة 2007، وهى مذكورة أيضاً فى عشرات المراجع الأخرى.
هل فرعون مصطلح خاطئ
قال الباحث الأثري أحمد عامر إن المُسمي الصحيح للمصريين قديماً هو إسم المصريين القدماء، وليس الفراعنة، فهذه الكلمة بمثابة كلمه عامية، ونجد أن أصل كلمه "فرعون" جاءت من اللفظ المصري "بر_عا" الذي يشير أصلاً إلي القصر كمؤسسة كبري، وتدرج هذا اللفظ منذ عهد الدولة الحديثة ليعني الفرعون شخصياً، فضلاً عن ذلك كان يطلق علي الملك إسم "نسو" بمعني "جلالته".
وكان غالباً يُتبع بعبارة "له الحياه والصحه والكمال"، أما ألقابه أو المراسم الخاصه به فهي كانت تتضمن خمسة أسماء هي الإسم "الحوري"، والإسم "النبتي" الذي يؤكد صلة الفرعون بالربتين، وإسم "حورس الذهبي"، وإسم ملك "الجنوب والشمال "، وإسم "إبن رع" ويلاحظ أن الإسمين الآخريين كانا يُكتبان داخل "الخرطوش" الذي كان في الأصل عبارة عن دائرة سحرية أصبحت فيما بعد بيضاوية الشكل لتتلائم مع أحرف الكتابه.
وأكد الدكتور خالد الجندي، عضو مجلس الشئون الإسلامية، في إحدى حلقات برنامجه "لعلهم يفقهون" أن فرعون ليس اسمًا، بل هو صفة، أو رتبة، قائلًا: "لا تستعروا من انتسابكم من أعلى فئة مؤمنة من الفراعنة" حيث أكد في برنامجه أن الفراعنة كان منهم المؤمنون ومنهم غير ذلك، مفرقًا بين الأسرة الملكية التي كانت في عهد يوسف عليه السلام وبين الأسرة الفرعونية باعتبارهم حقبتين مختلفتين.
كيف فسر علماء المسلمين كلمة "فرعون"؟
"وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ". سورة البقرة 49
يذكر القرطبي في تفسيره للآية السابقة أن "فرعون" قد اختلف فيه، فقيل إنه اسم ذلك الملك بعينه، وقيل إنه اسم كل ملك من ملوك العمالقة مثل كسرى للفرس، وقيصر للروم والنجاشي للحبشة، وان اسم فرعون موسى "قابوس" في قول أهل الكتاب، وكل من ولي القبط ومصر فهو فرعون، وقال المسعودي أن "فرعون" ليس لها تفسير بالعربية، وذكر الجوهري أنه لقب لـ "الوليد بن مصعب" ملك مصر، ويعني اللقب: "كل عات: فرعون، والعتاة الفراعنة، وقد تفرعن وهو ذو فرعنة أي دهاء ونكر"، ويذكر القرطبي ما يدل كذلك على أن "فرعون" صفة وليست علمًا، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين علم بمقتل أبي جهل: "أخذنا فرعون هذه الأمة".
وفي كتاب "تفسير اللباب في علوم الكتاب"، يقول ابن عادل إنه يظهر من كلام الجوهري أن فرعون مشتقة من معنى العتو، مضيفا أن اسم فرعون موسى "قابوس" مثلما قال أهل الكتاب، وقيل "الوليد بن مصعب بن الريان" ويكنى أبا مُرة.، وقال ابن جريج ان اسمه "مصعب بن ريان" وانه من بني عمليق بن ولاد بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام.
وذكر السيوطي أن "فرعون" لقب، إذ قال في كتابه "الاتقان في علوم القرآن: "وأما الألقاب فمنها فرعون واسمه الوليد بن مصعب، وكنيته أبو العباس، وقيل أبو الوليد، وقيل أبو مرة، وقيل إن فرعون لقب لكل من ملك مصر".