وراء الابتسامة نوايا سامة.. مؤشرات صداقة غير صحية عليكي الانتباه لها
الصداقة مثل أي علاقة أخرو قد تكون مصدر راحة ودعم أو قد تتحول إلى استنزاف عاطفي متواصل.
ليست كل من تبدو لطيفة أو قريبة هي بالضرورة صديقة صحية فبعض العلاقات تحمل خلل خفي يتسلل بهدوء، حتى نجد أنفسنا عالقات في دوامة من التعب النفسي والارتباك العاطفي من دون أن ندرك متى بدأ ذلك.
البقاء متصلة اجتماعيا وصاحبة صداقات مزدهرة يعزز جودة حياتكِ بشكل كبير لكن من المهم أن تعرفي متى تكون الصداقة غير متوازنة أو حتى مؤذية عاطفيا من دون أن تكون “مسيئة” بشكل واضح.
3 علامات لصداقات مؤذية
إليكِ 3 إشارات دقيقة وحاسمة قد تدل على أن هذه الصداقة لا تخدمكِ كما تظنين!
1- لا تتذكركِ إلا عندما تحتاج شيئا
جميعنا نحتاج أحيانا لمن يدعمنا أو يقف إلى جانبنا وهذه طبيعة أي علاقة صحية. لكن، عندما تلاحظين أن صديقتكِ تتصل بكِ فقط عند الحاجة، سواء لطلب خدمة أو للفضفضة، ثم تختفي تماما عندما تكونين أنتِ من تحتاجين الدعم، فهذه علامة حمراء كبيرة، مع مرور الوقت، ستشعرين وكأنكِ "شريان حياة" أكثر من كونكِ إنسانة تقدر وجودكِ.
تشير دراسة نشرت عام 2019 في مجلة أبحاث المراهقة إلى أن العلاقات المتبادلة حيث يقدم الطرفان الدعم لبعضهما البعض هي الأكثر استقرارا واستمرارية. أما العلاقات أحادية الاتجاه، فهي غالبا سطحية وعرضة للانهيار.
2 تغرقك بمشاعرها.. ولا تسأل عنكِ أبدا
هل تجدين نفسكِ دوما المستمعة المثالية؟ تلك التي تصغي وتواسي وتقدم النصيحة لكن لا أحد يسألها "وأنتِ، كيف حالكِ؟
في البداية قد يبدو هذا دليلا على الثقة أو القرب، لكن عندما يتكرر الأمر ويصبح من طرف واحد، سيتحول إلى عبء نفسي حقيقي.
دراسة نشرت في Communication Quarterly درست 82 محادثة حقيقية بين أصدقاء وشركاء، ووجدت أن الأشخاص الذين يستمعون باستمرار إلى القصص المؤلمة للآخرين يتعرضون لضغط نفسي متزايد، خصوصا عندما لا يتلقون دعما مماثلا.
لا بأس في أن تكوني أذنا صاغية، لكن من حقكِ أيضا أن يكون لديكِ من يصغي إليكِ. فالعلاقة الصحية تعني أن تسمعي بقدر ما تسمعين.
3- كل حديث ينتهي عند معاناتها هي
هل حاولتِ يوما مشاركة شعور أو تجربة، فقاطعتكِ صديقتكِ لتروي كيف أن مشكلتها "أصعب" أو "أكبر"؟ إذا كان كل حوار يعود ليتمحور حولها، فاعلمي أنكِ في علاقة غير متوازنة حيث لا يترك مجال لمشاعركِ لتظهر.
دراسة أجريت عام 2022 في مجلة Anxiety, Stress, and Coping وجدت أن الأشخاص الذين يتعرضون لما يسمى "الإبطال العاطفي" أي عندما يتم تجاهل أو تقليل مشاعرهم باستمرار، يعانون مستويات أعلى من التوتر والمشاعر السلبية اليومية.
لذا عندما يقلل أحدهم من مشاعركِ باستمرار، فأنتِ تدفعين الثمن على حساب صحتكِ النفسية. الصديقة الحقيقية لا تنافسكِ على الحزن، بل تساندكِ فيه.
تذكري دائما أن الصداقة ليست بعدد السنوات أو الصور المشتركة، بل بمدى الراحة والصدق والتوازن الذي تشعرين به داخل العلاقة.
إن تجاهلكِ لتلك العلامات الحمراء بدافع "الوفاء" قد يجعلكِ عالقة في دائرة استنزاف لا نهاية لها.