ظهر لأول مرة فى جنازة البابا شنودة.. سر صندوق الأنبا باخوميوس فى رحلته الأخيرة

في لحظات الوداع الأخيرة، تتجلى الرموز التى تعبر عن التقدير والاحترام لشخصيات تركت بصمة لا تُمحى في قلوب محبيها، ومن بين هذه الرموز، يبرز صندوق الوفاة كعلامة تقدير ووداع أخير.
ويعكس استخدام صناديق فاخرة فى جنازات الشخصيات الدينية البارزة مثل الأنبا باخوميوس والبابا شنودة الثالث تقدير الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واحترامها العميق لهؤلاء القادة الروحيين، ويُظهر هذا التقليد مدى التبجيل الذي يكنه أتباع الكنيسة لقادتهم، حيث يُعتبر الصندوق بمثابة مسكن أخير يليق بمكانتهم الرفيعة.
وحينما يتم النظر إلى شكل صندوق الوفاة فى جنازة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الكبرى، نجد أنه يشبه إلى حد كبير جدا صندوق الراحل قداسة البابا شنودة الثالث فى شكل الصلبان عليه ولونه وتقسيمه.

ويذكر نبيل البطل، متعهد الموتى بالكنيسة وصانع التوابيت، فى تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم" أن "صندوق البابا شنودة الثالث كان بسيط ومنقسم إلى نصفين ولونه أبيض وعليه صليب قداسته والمقابض الخاصة بالعشاء الرباني، وهذا النوع بها تنجيد من الداخل، ومن الصاج وليس صناعة مصرية، وبه أيضا مقبض يرفع النصف الأمامى إلى أعلى للوصول لغطاء الصندوق، والسبب هنا هو الوداع وإلقاء النظرة الأخيرة في الكنيسة، فمن لحظة رحيله بدأت الناس تميل أكثر للصناديق البيضاء، عكس البداية كانت الألوان الغامقة هى الأكثر إنتشارا، والأبيض معروف للشباب".

وذكر متعهد الكوني بالكنيسة أن أفضل ما يميز الصناديق إكسسوارتها من الجانبين تشبها بالعذراء أوالملاك والعشاء الربانى، وهناك ماسورة أو مقابض من كل جانب مقبضين، وجميع الإكسسورات تأخذ اللون الذهب بعد رشها وليست ذهب أوفضة أصلية، وحسب الشكل والإكسسوارات وخامة الخشب يختلف السعر.

وصلى قداسة البابا تواضروس الثاني صباح اليوم قداس يوم الاثنين من الأسبوع السادس من الصوم الأربعيني المقدس في كنيسة القديس مار مرقس الرسول بدمنهور، بحضور جثمان مثلث الرحمات الأنبا باخوميوس مطران إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، وشيخ مطارنة الكنيسة القبطية، الذي رقد في الرب أمس.
شارك قداسة البابا في القداس إلى جانب الأنبا بولا مطران طنطا، والنائب البابوي لإيبارشية البحيرة، عدد من الآباء المطارنة والأساقفة ومجمعي كهنة الإيبارشية ورهبان الدير.
وألقى الأنبا بولا كلمة في القداس قدم خلالها التعزية لقداسة البابا ولمجمع كهنة وشمامسة وخدام وشعب الإيبارشية في نياحة الأنبا باخوميوس، واصفًا المطران الجليل المتنيح بأنه كان مدرسة في الخدمة تتلمذ فيها كثيرون. واستعرض رحلة خدمة الأنبا باخوميوس خلال مراحل حياته الممتدة والبلاد التي خدم فيها شماسًا وراهبًا وأسقفًا.
وكشف عن تفاصيل هامة خلال إدارة الأنبا باخوميوس لعملية انتخاب البطريرك عام 2012، لافتًا بصفته شاهد عيان على تلك الفترة، إلى حسن التدبير والرؤية الحكيمة والتدقيق في كافة التفاصيل والشفافية الكاملة والأمانة التي جرت بها الانتخابات انتهاءً بالقرعة الهيكلية.