نبيل فهمي: الموقف المصري بشأن غزة يحظى بدعم دولي والعلاقات الأوروبية مضطربة
أكد الدكتور نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، أن المجتمع الدولي يعيش حالة من الاضطراب الشديد، موضحًا أن هذا الاضطراب طال حتى العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، اللتين تشهدان تباينات واضحة في المواقف تجاه العديد من الملفات الدولية.
وقال فهمي، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" المذاع عبر شاشة "إم بي سي مصر"، إن الموقف المصري من الأزمة في غزة يحظى بدعم دولي واضح، مؤكدًا أن وجهة النظر العربية أصبحت أكثر تكاملًا وتنسيقًا في المرحلة الحالية، خاصة في ظل الأزمات المتصاعدة التي يشهدها الشرق الأوسط.
النظام الدولي يشهد إعادة تشكيل غير مسبوقة
وأوضح نبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق أن النظام الدولي يشهد حاليًا حالة من إعادة التشكيل غير المسبوقة، مشيرًا إلى وجود مساعٍ لتحويل المنطقة من "شرق أوسطية عربية" إلى "شرق أوسطية تضم بعض الدول العربية فقط"، وهو ما وصفه بأنه تحول استراتيجي كبير في خريطة الإقليم.
وأشار نبيل فهمي إلى أن التحالف الثلاثي بين الصين وروسيا والهند يمثل نموذجًا جديدًا من التحالفات الدولية التي لم تكن مطروحة من قبل، لافتًا إلى أن موازين القوى العالمية تشهد إعادة توزيع وتأثيرًا متزايدًا من القوى الآسيوية.
الدول الكبرى الأكثر استخدامًا للعنف خارج الإطار القانوني
واختتم نبيل فهمي حديثه بالتأكيد على أن أكثر الدول التي استخدمت العنف خارج الإطار القانوني الدولي هي الدول الكبرى، موضحًا أن هذا يعكس التناقض القائم بين الدعوات لاحترام القانون الدولي من جهة، والممارسات الفعلية للقوى العظمى من جهة أخرى.
وفي سياق آخر قال وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي إننا نعيش لحظة فارقة بكل المقاييس فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، موضحًا أن هناك أزمة ومعركة في آنٍ واحد، الأزمة تتمثل في الوضع الإنساني الكارثي بقطاع غزة منذ الثامن من أكتوبر، والمعركة هي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الممتد منذ عقود.
وأكد أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا يمثل فرصة حقيقية لإنهاء النزاع إذا ما نُفذ بدقة، لافتًا إلى أن الاتفاق يتضمن نحو عشرين نقطة تشكل خريطة طريق نحو تحقيق الأهداف الفلسطينية وإنهاء دوامة العنف المستمرة.
وأضاف فهمي، في حوار خاص مع الإعلامي جمال عنايت ببرنامج "ثم ماذا حدث" على شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أن تنفيذ بنود الاتفاق يتطلب جهدًا مصريًا وإقليميًا ودوليًا مكثفًا لضمان الالتزام بها، مشددًا على أهمية التحصين السياسي والدبلوماسي لتلك الخطوات حتى لا تعود المعارك مجددًا.