بديل الأجهزة التعويضية.. شريحة دماغية تحول الأفكار إلى حركة
أكد الدكتور رامي عبد النبي، استشاري أمراض المخ والأعصاب، أن الشريحة الدماغية هي أقرب إلى شريحة الهاتف المحمول، ويتم زرعها تحت الجمجمة بفتحة صغيرة، وتوزيعها على جزء معين من المخ، لافتا إلى أنها تلتقط السيجنالات الكهربائية التي يرسلها المخ عندما يريد تحريك جزء من الجسم مثل اليد أو غيرها.
مش معمولة للإنسان السليم
وأضاف الدكتور رامي، خلال مداخلة عبر قناة «اكسترا نيوز»: «الشريحة دي مش معمولة للإنسان السليم، هي بس للناس اللي فقدوا وظائف معينة، زي مريض عنده قطع في النخاع الشوكي ومش قادر يحرك إيده، فبدل ما الأمر يوصل عن طريق الأعصاب، الشريحة بتاخد السيجنال من المخ وتوصله للجهاز الخارجي، سواء كان كمبيوتر أو ذراع روبوتيك».
وعن حالات الاستخدام الفعلي أوضح الدكتور رامي: «فيه مرضى الشلل ومرضى الجلطات اللي مش قادرين يتكلموا، الشريحة بتسمح لهم يكتبوا رسائل أو يتواصلوا عبر الكمبيوتر أو أجهزة مساعدة، وده بيحسن حياتهم اليومية بشكل كبير، لكنه ما بيضيفش قدرات خارقة للمريض، والشريحة مش بتدخل في الذكريات أو التفكير».
مسألة الأمان والأخلاقيات
وعن مسألة الأمان والأخلاقيات، قال رامي: «المشكلة الأساسية للناس كانت دايمًا الأمان، لأن الأجهزة بتتواصل لاسلكيًا، وفيه احتمال للهاكينج، كمان من الناحية الأخلاقية، ما ينفعش تركيب الشريحة لناس أصحاء، لأنها مش معمولة لإضافة قدرات، بس لتعويض وظيفة فقدوها».
وحول إمكانية استخدام الشريحة في المستقبل لتقليل الاعتماد على الأجهزة التعويضية التقليدية، أشار الدكتور رامي: «حالياً الأجهزة التقليدية زي الكراسي المتحركة هتفضل موجودة، لكن الشريحة هتتكامل معاها بحيث تقدر تتحكم في الأجهزة الإلكترونية أو ذراع روبوتيك، وفي المستقبل ممكن التقنية دي تعوض الاعتماد على الأجهزة التقليدية».
شريحة الدماغ في مسلسل Black Mirror
وفي سياق آخر في حملة تسويقية عبقرية لمسلسل Black Mirror، ظهر جهاز خيالي اسمه Nubbin، عبارة عن شريحة تزرع في الدماغ وتجعلك تتحكم في وعيك، وتعيش ذكرياتك، وتدخلك عالما افتراضيا داخل عقلك، واعتبر الجمهور هذه الفكرة مثيرة، لكنها تفتح بابا كبيرا لأسئلة طبية وأخلاقية خطيرة أجاب عنها إحدى الطبيبات عبر حسابها على موقع انستجرام، وهي هاجر عز، والتي أوضحت أن «الدماغ يعمل بتوازن دقيق بين الشبكات العصبية، وأي تدخل صناعي يمكن أن يعطل هذا التوازن، ويسبب هلاوس، واضطرابات في الذاكرة، أو حتى نوبات تشنجية».