عاجل

محمد المهدي: الشعور بالراحة عند الانعزال من سمات الشخصية الانطوائية وليست سلبي

محمد المهدي
محمد المهدي

أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن الميل إلى الوحدة والشعور بالراحة عند الانعزال عن الناس يُعد من سمات الشخصية الانطوائية، موضحًا أن هذه الصفة ليست بالضرورة سلبية إذا أحس الشخص بالراحة والاطمئنان النفسي أثناء وحدته.

وقال المهدي، خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، إن المشكلة تكمن في الانعزال التام، إذ يحتاج الإنسان بشكل طبيعي إلى حد أدنى من التواصل الاجتماعي للقيام بالوظائف الحياتية الأساسية، مثل الدراسة، والعمل، وإقامة العلاقات الأسرية والاجتماعية، وحتى الزواج والخطبة.

وأضاف أن المطلوب ليس تحويل الشخص الانطوائي إلى شخص اجتماعي منفتح أو قائد جماعي، بل المحافظة على توازن صحي بين الاستمتاع بالوحدة والخروج للتفاعل مع الناس عند الحاجة، موضحًا أن الانطوائي بحاجة إلى الخروج بشكل تدريجي ومشاركة مناسبات اجتماعية ولو بشكل محدود، مثل زيارة صديق، أو حضور فرح أو عزاء، أو التواجد في أماكن عامة كالنادي أو المسجد.

وأشار إلى أن الهدف من هذا التوازن هو الاندماج الجزئي مع المجتمع، ما يساعد الشخص على صقل مهارات التواصل، وفهم الناس، وممارسة الحياة الاجتماعية بطريقة طبيعية، دون إجهاد النفس بالاختلاط المفرط أو الانعزال المطلق.

وأكد المهدي أن الاختلاط بالناس يتطلب الصبر على بعض الإزعاجات والمشاكل البسيطة، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يشير إلى أن مخالطة الناس والصبر على أذاهم خير من العزلة التامة، لأن الانعزال قد يؤدي إلى مشكلات نفسية أكبر على المدى الطويل.

ووجه نصيحة للمنطويين بأن التوازن بين الوحدة والاختلاط بالآخرين يحقق السلام النفسي، ويساعدهم على التعامل مع المجتمع بطريقة صحية، مشددًا على أن القليل من التفاعل الاجتماعي المنتظم أفضل من الانعزال المطلق للحفاظ على التوازن النفسي والجسدي.
 

تم نسخ الرابط