محلل سياسي فلسطيني يعدد جهود مصر الدبلوماسية لإعادة إعمار غزة واستمرار السلام
قال الدكتور عماد عمر، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن مصر تبذل جهودًا كبيرة ومكثفة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة إعادة الإعمار والتعافي المبكر، مؤكدًا أن القاهرة تتحرك دبلوماسيًا على عدة مسارات لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.
رؤية متكاملة لإعادة الإعمار
وأوضح "عمر"، في مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، أن مصر طرحت منذ البداية رؤية متكاملة لإعادة الإعمار حظيت بتأييد عربي وإسلامي واسع، بالإضافة إلى دعم عدد من دول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تعكس حرص القيادة المصرية على إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الأجندة الدولية وعدم السماح بتهميشها.
وأشار إلى أن القاهرة، منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب على قطاع غزة، اتخذت موقفًا واضحًا برفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من القطاع إلى الأراضي المصرية أو إلى أي دول أخرى، مؤكدًا أن هذا الموقف الحاسم ساهم في تشكيل جبهة دولية داعمة للحقوق الفلسطينية ورافضة لسياسة التهجير القسري التي حاول الاحتلال فرضها.
ونوه المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن مصر نجحت من خلال دبلوماسيتها النشطة في حشد الموقف الدولي لصالح حل الدولتين، كما لعبت دور الوسيط القوي بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وصولًا إلى قمة السلام في شرم الشيخ التي شارك فيها الرئيس الأمريكي وعدد من زعماء العالم، والتي وصفها بأنها نقطة فارقة في مسار القضية الفلسطينية.
القمة كانت يومًا تاريخيًا لمصر قيادةً وشعبًا
وأكد عمر أن القمة كانت يومًا تاريخيًا لمصر قيادةً وشعبًا، إذ تمكنت من إنهاء شلال الدم المتواصل في قطاع غزة، ووضع أسس جديدة لمسار سياسي واقتصادي يعزز استقرار المنطقة، موضحًا أن القاهرة تواصل حتى اللحظة قيادة جهود حثيثة لتطويق أي محاولة لاختراق اتفاق وقف إطلاق النار، وأنها تتحرك بالتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية لضمان تنفيذ بنود المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تشمل إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وعن محاولات إسرائيل خرق اتفاق شرم الشيخ والعودة إلى مربع التصعيد، أشار عمر إلى أن الجانب الإسرائيلي يسعى للالتفاف على الاتفاق عبر الادعاء بقضية جثامين الأسرى الإسرائيليين في غزة، بهدف تعطيل تنفيذ الالتزامات المقررة عليه، مضيفًا أن هذه الذريعة يستخدمها الاحتلال للهروب من استحقاقات الاتفاق ومحاولة كسب الوقت سياسيًا.



