أحمد عامر: المتحف الكبير هدية مصر للعالم وواجهة جديدة للحضارة الإنسانية

تحدث الدكتور أحمد عامر الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، عن الاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث العالمي الذي يصفه الكثيرون بأنه أعظم افتتاح ثقافي في القرن الحادي والعشرين.

 المتحف المصري الكبير يمثل بحق هدية مصر الإنسانية للعالم

في بداية حديثه، قال الدكتور أحمد عامر، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز إن المتحف المصري الكبير يمثل بحق هدية مصر الإنسانية للعالم، موضحًا أنه يضم أكبر عدد من القطع الأثرية لحضارة واحدة في تاريخ البشرية، تبدأ من عصور ما قبل التاريخ مرورًا بالدولة القديمة والوسطى والحديثة، وصولًا إلى العصرين اليوناني والروماني.

وأوضح عامر أن المتحف سيعرض أكثر من 15 ألف قطعة أثرية لأول مرة، بالإضافة إلى المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تتجاوز 5400 قطعة أثرية، في سابقة تاريخية تُعرض فيها المجموعة كاملة داخل مكان واحد، مؤكدًا أن من بين المعروضات قطعًا نادرة يصل عمرها إلى نحو 700 ألف عام.

وأشار الخبير الأثري إلى أن هذا الافتتاح يمثل نقلة نوعية في مجال السياحة الثقافية، مشيرًا إلى أن المتحف يستهدف استقبال نحو خمسة ملايين زائر سنويًا، متوقعًا أن يجذب ما يقرب من 20 ألف زائر يوميًا بعد افتتاحه الرسمي في الرابع من نوفمبر، وهو الموعد الذي يتزامن مع ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.

ونوه الدكتور عامر إلى أن تصميم المتحف نفسه مستوحى من ملامح الحضارة المصرية القديمة، فالبناء قائم على فكرة الأضلاع الثلاثة للأهرامات، فيما يستلهم الدرج العظيم طريق المعابد الجنائزية في مصر القديمة، مضيفًا:" أن المدخل مستوحى من معبد حتشبسوت بالدير البحري، في تناغم فني بين العمارة الحديثة والرمزية الفرعونية.

المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى لعرض الآثار

وأكد المتخصص في علم المصريات أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى لعرض الآثار، بل هو صرح حضاري متكامل يجمع بين التراث والتقنيات الحديثة، إذ سيستخدم لأول مرة تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والرموز الرقمية (QR Code) التي تتيح للزائر قراءة المعلومات الكاملة عن كل قطعة أثرية عبر هاتفه المحمول.

وتابع:" أن المتحف يضم 12 قاعة رئيسية تُعرض فيها المراحل المختلفة من التاريخ المصري وفق تسلسل زمني دقيق، تبدأ بعصور ما قبل التاريخ مرورًا بالدولة القديمة والوسطى والحديثة، وتنتهي بالعصر اليوناني الروماني، إضافة إلى قاعتين مخصصتين بالكامل لمقتنيات الملك توت عنخ آمون وأربع قاعات للعرض المؤقت.

وأشار عامر إلى أن القاعة الكبرى التي تضم تمثال الملك رمسيس الثاني بمساحة سبعة آلاف متر، تعتبر واحدة من أبرز ملامح المتحف، حيث يتدرج الزائر منها نحو قاعات العرض تباعًا في رحلة زمنية تحكي قصة الحضارة المصرية منذ نشأتها وحتى نهاية عصورها الملكية.

ونوه عامر إلى أن حفل الافتتاح سيشهد حضورًا دوليًا رفيع المستوى بمشاركة أكثر من 40 شخصية من الملوك والرؤساء حول العالم، مشيرًا إلى أنه سيتم عزف ترنيمة فرعونية بمشاركة 121 موسيقيًا مصريًا و78 موسيقيًا أجنبيًا، كما أُصدرت عملات تذكارية من الذهب والفضة تحمل شعار المتحف احتفالًا بهذه المناسبة.