وكيل أوقاف الشرقية : الدكتورمحمد سيد طنطاوي جمع بين العلم الغزيروالخلق الرفيع
أكد الدكتورمحمد إبراهيم حامد وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية، أن ذكرى ميلاد الإمام الأكبر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الأسبق، تظل مناسبة نستحضر فيها سيرة علمية ودعوية عظيمة، لرجل من رجالات الأزهر الذين جمعوا بين العلم الغزير، والخلق الرفيع، والتواضع الجم.
إبراهيم حامد: الإمام الراحل كان مثالاً للعالم الأزهري الحقيقي
وقال الدكتور إبراهيم حامد إن الإمام الراحل كان مثالاً للعالم الأزهري الحقيقي، المتصل بميراث الأزهر الشريف فكراً وروحاً وسلوكاً، فلم يتاجر بأزهريته، ولم يستغل مكانته لتحقيق مصالح شخصية أو مكاسب دنيوية، بل عاش زاهداً متواضعاً عُرف بالعفو والرحمة في شبابه وكهولته، وزاده المنصب تواضعاً وهيبة.
وأضاف وكيل أوقاف الشرقية أن الإمام طنطاوي كان يعرف للكبير حقه، وللصغير قدره، يلتقي أصغر طلاب الأزهر في مصلى المشيخة دون تكلف أو حواجز، وكان صوته يصدح في محراب الأزهر وبين جدرانه المباركة حتى وهو في الثمانين من عمره. كما أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته القيمة من مراجع ورسائل وكتب وأبحاث لا تُحصى، ما جعله أحد أبرز رموز الفكر الوسطي المعتدل في عصره.
وأشار وكيل أوقاف الشرقية إلى أن الإمام الراحل لم يكن يسعى إلى الظهور أو التصدر الإعلامي، ولم يقفز على الأحداث ليأخذ "اللقطة"، بل كان رصيناً متوازناً، يتحدث حين تقتضي المصلحة الدعوية والعلمية ذلك، ويصمت حين يكون الصمت حكمة.
فتاوى الإمام طنطاوي التي خولف فيها لم تكن خروجاً عن منهج الأزهر
وتابع وكيل أوقاف الشرقية: إن فتاوى الإمام طنطاوي التي خولف فيها لم تكن خروجاً عن منهج الأزهر أو اجتهاداً بلا دليل، وإنما كانت مبنية على أصول علمية معتبرة، وقد تبنى كثير من معارضيه في حياته نفس آرائه بعد وفاته، وهو ما يؤكد إخلاصه واجتهاده في طلب الحق.
وأوضح أن الإمام الراحل كان شديد الدفاع عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وخصّص آخر مؤتمر لمجمع البحوث الإسلامية في عهده للدفاع عنهم، وكان ذلك في العام نفسه الذي أدى فيه فريضة الحج على نفقته الخاصة، ليلقى ربه بعدها بوقت قصير، ويدفن بالبقيع الطاهر مجاوراً للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
وأكد الدكتور إبراهيم حامد أن الإمام طنطاوي كانت له رؤى طموحة لم تكتمل، منها حلمه بطباعة مصحف شريف باسم الأزهر الشريف يُوزع على مكتبات العالم، وإنشاء هيئة متخصصة للأبنية التعليمية الأزهرية تتولى صيانة المعاهد وتوسيع رقعة التعليم الأزهري في كل مكان، ليظل نور الأزهر مشعاً في ربوع الأرض.
وقال وكيل أوقاف الشرقية: رحم الله الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي، ورفع درجته في عليين، وملأ قبره رحمة ونوراً، فقد كان عالماً عاملاً، خادماً لدينه، مخلصاً لأزهره، وناصحاً لأمته، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً".


