يوسف زيدان: لا سلام قريب في السودان بعد عقود من المآسي المتراكمة
أكد المفكر والروائي الدكتور يوسف زيدان، أن أهوال السودان والمجازر الجارية حاليا في مدينة الفاشر، هي نتيجة للمآسي المريعة التي بدأت مع ظلم "جعفر النميري" ثم استمرت بسبب تقصير "الصادق المهدي".
وتابع "زيدان" في منشور له عبر حسابه على فيسبوك: المآسي المريعة اشتعلت بسبب غباء "البشير" الذي ظن أن الحل الأسهل لمشكلة دارفور، هو دعم "قوات الدعم السريع" التي كان اسمها في السابق "الچنچويد" وتقوية قائدها المتحالف معه محمد حمدان دقلو، المعروف اليوم بلقب التدليل الذي نشره "البشير" فاشتهر، وهو : حميدتي.
وأضاف المشكلات والمآسي التي تعقدت والتهبت خلال عشرات السنين، لا تنتهي سريعًا.
وأختتم حديثه قائًل: لا يتوهَّم أحد أن السلام سوف يعم بالسودان في المدى المنظور، للأسف الشديد.
حرب أهلية
وفي ذات السياق يعاني السودان على جميع الأصعدة الإنسانية والسياسية، وسط مخاوف متزايدة من حرب أهلية قد تتسع، بينما تسعى القوى الكبرى للاستثمار في الصراع، وتبرز الولايات المتحدة كعامل مؤثر في مجريات الأحداث.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة في الفاشر، مع تداول تقارير إعلامية عن انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.

قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة الفاشر
أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، آخر المدن الكبرى التي كانت تحت سيطرة الجيش السوداني، مما يشكل تحولًا جوهريًا في خريطة الحرب بالإقليم.
وسادت حالة من الترقب لبيان من قيادة الجيش، الذي أوضح رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن الانسحاب جاء "حرصًا على حياة المواطنين وتجنيب الفاشر مزيدًا من الدمار".
السيطرة على الفاشر
تشكل السيطرة على الفاشر منعطفًا عسكريًا مهمًا، إذ تمثل المدينة آخر معاقل الجيش في دارفور، الإقليم الذي يشكل نحو ربع مساحة السودان، وتربط الفاشر الإقليم بمناطق كردفان والشمالية ونهر النيل، إضافة إلى حدود واسعة تمتد إلى تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
السيطرة على دارفور
وتمتلك السيطرة على دارفور أهمية سياسية واستراتيجية، إذ تمنح الدعم السريع موقعًا تفاوضيًا قويًا، كما تتيح له القدرة على التحكم بخط الدفاع الغربي للسودان.

وتوقع محللون أن يؤدي هذا التحول إلى تصعيد الهجمات الجوية بين الطرفين، خاصة مع اعتماد الجيش على الطائرات المسيرة لمحاولة استعادة بعض المواقع.
ماذا تضم درافور؟
وتضم دارفور موارد طبيعية كبيرة، بما في ذلك الثروة الحيوانية والمناجم المعدنية، أبرزها الذهب في شمال دارفور بمنطقة جبل عامر القريبة من الفاشر، ومنطقة الردوم في جنوب دارفور قرب نيالا.
وشكلت هذه الموارد محورًا اقتصاديًا حساسًا وأحد أسباب التنافس المسلح في الإقليم، مما يزيد من أهمية السيطرة على المدينة والمناطق المحيطة بها.
السيطرة على الفاشر
وهددت السيطرة على الفاشر قواعد حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وتحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، مما قد يقلل من نفوذهما السياسي والعسكري في دارفور، وكانت الحركتان من الموقعين على اتفاق جوبا للسلام عام 2020، إلا أن وجودهما الفعلي أصبح مهددًا مع تغير موازين القوى.
وتغير واقع الحرب في السودان بعد سقوط الفاشر، إذ أصبحت قوات الدعم السريع تسيطر فعليًا على معظم غرب البلاد، مما يمنحها عمقًا جغرافيًا واستراتيجيًا واسعًا.

وحذر محللون من أن هذا التحول قد يؤدي إلى تمدد المعارك نحو ولايات كردفان ودارفور الكبرى، حيث تتشابك الولاءات القبلية والمصالح الاقتصادية.
وتفاقم الوضع الإنساني بعد السيطرة على الفاشر، مع تقارير عن حوادث انتقام واعتقالات واسعة.



