هل يفكر ترامب في ولاية رئاسية ثالثة؟.. باحث سياسي يُجيب
قال الباحث السياسي محمد العالم، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة حول إمكانية الترشح لولاية رئاسية ثالثة تأتي في إطار اختبار لردود فعل الرأي العام الأمريكي، مشيرًا إلى أن ترامب يسعى من خلالها إلى تهيئة المناخ السياسي لتوجهاته المستقبلية.
ترامب 2028
وأوضح العالم، في مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ترامب عن فكرة الولاية الثالثة، بل سبق له أن ألمح إلى ذلك منذ عودته إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية، لافتًا إلى أن بعض القادة الأوروبيين الذين زاروا واشنطن شاهدوا شعارات داخل البيت الأبيض تحمل عبارة “ترامب 2028”، في إشارة واضحة إلى نواياه السياسية المستقبلية.
وأشار إلى أن الدستور الأمريكي يمنع بشكل قاطع تولي أي رئيس لأكثر من ولايتين متتاليتين، وهو ما يجعل تصريحات ترامب أقرب إلى اختبار سياسي منه إلى نية حقيقية قابلة للتطبيق في الوقت الراهن، مضيفًا أن ترامب يعتمد على قاعدته الشعبية الواسعة ويأمل أن يتمكن مستقبلًا من طرح فكرة استفتاء عام لتعديل الدستور، لكن ذلك لن يتم قبل الانتخابات النصفية المقبلة.
ونوه العالم إلى أن الحديث المتداول حول إمكانية التفاف ترامب على الدستور من خلال الترشح لمنصب نائب الرئيس ثم توليه الرئاسة لاحقًا يُعد نوعًا من الاحتيال الدستوري، موضحًا أن الفكرة طرحت سابقًا على الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي رفضها احترامًا للدستور الأمريكي، مشيرًا إلى أن ترامب لا يقبل بأي دور ثانوي في السلطة، فهو يرى نفسه رئيسًا مباشرًا وليس نائبًا لأي شخص.
ترامب يعمل على قياس مدى تقبل المجتمع الأمريكي لتلك الفكرة
وأكد الباحث السياسي أن ترامب لا يسعى فقط للدعاية الإعلامية أو لفت الانتباه، بل يعمل على قياس مدى تقبل المجتمع الأمريكي لتلك الفكرة، متوقعًا أن يواصل تصعيد مواقفه وخطابه السياسي في الفترة المقبلة بهدف الحفاظ على مكانته داخل الحزب الجمهوري، خاصة مع اقتراب الانتخابات النصفية.
وتابع:" أن ترامب يراهن على تحسن المؤشرات الاقتصادية في الربع الأول من عام 2026 لتقوية موقف حزبه، معتبرًا أن حصول الحزب الجمهوري على الأغلبية في تلك الانتخابات سيمنحه فرصة حقيقية لدفع فكرة تعديل الدستور نحو الاستفتاء الشعبي، رغم الصعوبات القانونية والدستورية التي تواجه هذا المسار.
الحزب الجمهوري يعيش حاليًا حالة استثنائية
وأشار العالم إلى أن الحزب الجمهوري يعيش حاليًا حالة استثنائية، إذ يهيمن ترامب على قراراته وتوجهاته السياسية بالكامل، مبينًا أن الأصوات المعارضة داخل الحزب تراجعت بشكل كبير، ولا يوجد أي قيادي بارز قادر على منافسته أو معارضته بوضوح في هذه المرحلة.



