كيف تستعد لمرحلة ما بعد المعاش؟ شيماء طلخان تجيب
أكدت الدكتورة شيماء طلخان، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، أن مرحلة التقاعد ليست نهاية الطريق، بل بداية جديدة تحتاج إلى وعي واستعداد نفسي مسبق، موضحة أن المشكلة ليست في التقاعد نفسه، وإنما في طريقة تعامل الإنسان مع هذه المرحلة.
ثلاث فئات تمر بهذه المرحلة
وقالت شيماء طلخان، خلال حوارها مع الإعلامية مروة شتلة ببرنامج «البيت» المذاع على قناة الناس، إن هناك ثلاث فئات تمر بهذه المرحلة: من هم بالفعل على المعاش، والمقبلون عليه، ومن يعيشون معهم، مشيرة إلى أن كل فئة تحتاج إلى توجيه ونصائح مختلفة تساعدها على تجاوز المرحلة بسلام واستمتاع.
وأوضحت شيماء طلخان أن الشخص المقبل على التقاعد يجب أن يضع خطة مبكرة لحياته الجديدة تشمل الاستعداد المادي والمع نوي، إلى جانب ممارسة الهوايات أو الانضمام إلى أنشطة ودورات جديدة، مؤكدة أن الاستعداد المسبق يجعل الانتقال أكثر راحة وطمأنينة.
أهمية الالتزام بروتين نوم صحي
وشددت شيماء طلخان على أهمية الالتزام بروتين نوم صحي، لأن الجسم يفرز هرمونات السعادة والمزاج الجيد في أوقات محددة من الليل، محذّرة من أن اضطراب النوم بعد التقاعد قد يؤدي إلى تقلب المزاج أو الاكتئاب.
وعن سؤال أحد المشاهدين حول اكتئاب والدته بعد التقاعد، نصحت «طلخان» بضرورة إعادة إحياء إحساسها بالقيمة والدور، من خلال إشراكها في الأنشطة الأسرية والاجتماعية، وتشجيعها على التطوع أو التواصل مع الأصدقاء أو المشاركة في مجموعات قراءة القرآن، مؤكدة أن «فقدان الدور هو البوابة الأولى للاكتئاب».
المتقاعدين يمكنهم كسر العزلة
وأضافت أن المتقاعدين يمكنهم كسر العزلة عبر الانخراط في الحياة اليومية، من خلال زيارة المساجد والمشاركة في الأعمال التطوعية أو ممارسة الرياضة والأنشطة الاجتماعية، قائلة: «الجامع، القهوة، النادي أو حتى الحيّ نفسه يمكن أن يصبح بابًا جديدًا للحياة والعلاقات».
خطورة تعنيف الأطفال
وفي سياق آخر حذرت الدكتورة شيماء طلخان، استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك، من خطورة تعنيف الأطفال بشكل مستمر تحت دعاوى تربوية مثل «إعدادهم للحياة» أو «جعلهم أقوياء»، مؤكدة أن هذا السلوك يُضعف ثقة الطفل بنفسه، ويخلّف آثارًا نفسية سلبية قد تستمر معه مدى الحياة.
وقالت طلخان، خلال حوارها مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج «البيت» المذاع على شاشة قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إن التربية الصحية تقوم على التوازن، موضحة أن «خير الأمور الوسط»، فالتربية المتزنة هي التي تمنح الطفل الأمان النفسي مع تعليم تحمل المسؤولية، دون اللجوء إلى الإفراط في الشدة أو التدليل.
