مدير أوقاف مطروح: الحفاظ على الشخصية المصرية عنوان الانتماء الحقيقي
شارك مدير أوقاف مطروح الشيخ حسن محمد عبد البصير عرفة، يرافقه سامي عبيد مدير المتابعة، وتامر مصطفى مسؤول المساجد، في الندوة التي نظمتها كلية التربية النوعية بجامعة مطروح، برعاية الدكتورة هالة الأطرش عميدة الكلية، وبحضور الدكتور هاني الجزار وكيل الكلية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس. وجاءت الندوة ضمن مبادرة "صحح مفاهيمك" التي تنفذها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الجامعات المصرية لرفع الوعي الديني والفكري وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
وأكد مدير أوقاف مطروح خلال كلمته في الندوة التي تناولت موضوع الانتماء للهُوية بكل أشكالها، أن الأمم لا يمكن أن تتقدم وهي تزهد في مقوماتها وتزدري ما تملكه من تراث وقيم وثقافة أصيلة. وقال إن النهضة تبدأ بالحفاظ على الثوابت والاعتزاز بالدين والتمسك باللغة والثقافة الأصيلة، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" [الرعد: 11].
وأوضح أن التقدم الحقيقي يبدأ من داخل الإنسان حين يعي قيمه وينتمي لأصله، وأن الأمم التي تفرط في هويتها تفقد قدرتها على البناء والتطور.
كما تحدث عن أهمية الانتماء للأسرة والوطن واللغة والدين، موضحًا أن هذه الانتماءات تشكل ركائز أساسية لبناء الإنسان الواعي القادر على خدمة وطنه والمحافظة على ثوابته. وأضاف أن الإسلام دعا إلى حب الأوطان وصونها والعمل على رفعتها، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ حين قال وهو يغادر مكة: "والله إنك لأحب البلاد إلى الله، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت" [رواه الترمذي].
وأشار مدير الأوقاف إلى أن هذا الموقف النبوي الشريف يعبر عن مكانة الوطن في الإسلام، وأن الانتماء للوطن لا يقتصر على الشعور القلبي، بل يتجسد في العمل والإخلاص وبذل الجهد من أجل رفعته واستقراره.
وأكد مدير أوقاف مطروح أن الزهد في الموروث القيمي والثقافي من أبرز أسباب ضعف الانتماء وضياع الهوية، مشددًا على أن الحفاظ على اللغة العربية، والاعتزاز بالدين الوسطي المعتدل، وتعزيز دور الأسرة في غرس القيم الإيجابية لدى النشء، خطوات أساسية نحو نهضة المجتمع وتقدمه، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" [متفق عليه].
واختتمت الندوة بتأكيد المشاركين من أعضاء هيئة التدريس والطلاب على أهمية استمرار مثل هذه المبادرات الهادفة التي تسهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة، وترسيخ قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية والدينية، اقتداءً بقول النبي ﷺ: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" [متفق عليه].
كما دعا الحضور إلى تعميم هذه اللقاءات في مختلف الجامعات والمدارس لترسيخ قيم الوسطية والاعتدال والانتماء الأصيل، وإحياء روح المسؤولية الوطنية لدى الشباب دعمًا لمسيرة الوطن في البناء والتنمية.



