عبد الله رشدي: لا يجوز أن تدعو رسول الله ولا يجوز أن تدعو الموتى في قبورهم
انتقد الداعية الأزهريعبد الله رشدي زائري الأضرحة والقبور والمشاركين في الموالد، مشيراً إلى أن بعض الأشخاص هاجموه بعد تصريحه بحُرمة زيارة الأضرحة بقصد الدعاء عندها، وأكد رشدي أن الدعاء لا يجوز أن يُوجَّه إلى رسول الله أو إلى الموتى في قبورهم، موضحاً أن العبادة والدعاء يجب أن يكونا لله وحده دون وساطة أو شريك، وأن زيارة القبور إنما تكون للعظة والدعاء للأموات لا الدعاء بهم أو لهم بما لا يقدر عليه إلا الله.
وقال عبدالله رشدي في منشور له عبر حسابه الرسمي على "إكس": كتب بعضهم مقالاً عجيباً يردُّ به عليَّ نعتني فيه بالجهل لأنني أمنع الناس من طلبِ قضاء حوائجهم من الموتى! طيب نريد جواباً قاطعاً بكلمةٍ واحدة على هذا السؤال… هل يصح أن يقول أحدهم: يا رسول الله ارزقني رزقا حلالا طيبا مباركا فيه… يا رسول الله اشفني شفاء لا يُغادر سقماً… يا رسول الله اغفر لي وارض عني وارحمني. يا رسول الله أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين... يا رسول الله أدخلني الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب… هذه هي النقطة الفاصلة! صدقوني؛ ستندهشون..لأنهم سيبدأون في تقرير جوازِ هذا الفعل. ستعرفون حقيقة اتجاهاتهم الفاسدة... فقط راقبوا ردودَهم على ما نكتبُه… نحن نكتب أنه لا يجوز أن تدعوَ رسول الله ولا يجوز أن تدعو الموتى في قبورهم...فترونهم يغضبون ويردون على هذا... إذن هم يُجيزون مثلَ هذه الأفعال الضالة! هذه هي حقيقتهم التي يسترونها عنكم... وستظهر لكم هذه الحقيقة تدريجياً… فقط وجِّهوا لهم هذه الأسئلة التي في المنشور… سيهولكم ما يعتقدونه من ضلال. ووقتها ستعرفون أن هناك من يُجيزون ذلك الضلال..ستعرفون أنني لما قلتُ ذلك لكم، فقال بعضُ الشباب: مفيش حد بيعمل كدا ولا في حد يبيح دا... الآن ستعرفون أن هناك من يبيحون هذا ويَفعلونه.
شعيرة مشروعة
وكان المجلس الأعلى للطرق الصوفية قد أصدر بيانًا ردًا على سعد الدين الهلالي وعمرو أديب قال فيه إنّ الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين شعيرةٌ مشروعة وموروثٌ أصيل من ميراث الأمة الإسلامية، أقرّ مشروعيته كبار العلماء ودار الإفتاء المصرية في فتاويها المتتابعة ومنها فتاوى (رقم 2025 بتاريخ يونيو 2008)، (رقم بتاريخ 16 سبتمبر 2021) أن السيد أحمد البدوي إمام قطب عارف من آل البيت، وأنّ الطعن في نسبه أو ولايته محرّم شرعًا ومنافٍ لأدب العلم والدين.
وبين المجلس أن جمهور المولد يضم قطاعًا واسعًا من عامة المصريين الذين يشاركون بدافع المحبة والولاء، ولا ينتمون بالضرورة إلى الطرق الصوفية، ومن ثمّ فإن نسبة أي تجاوزٍ إلى التصوف هي تضليلٌ مقصود. فالتصوف الأزهري الوسطي كما جاء على لسان العالم الجليل والمحدث الكبير أ.د/ أحمد عمر هاشم (رحمه الله): "لم يخرج من عباءته متطرفٌ أو منحرف رغم امتداده الكبير، وكان دائمًا مدرسةً في الاعتدال والوطنية وحماية المجتمع من الغلوّ والانقسام".
إطار منضبط
وقد جاء الاحتفال الرسمي للمشيخة هذا العام في إطار منضبط بدأ بتلاوة القرآن الكريم وتضمَّن استذكار سيرة السيد أحمد البدوي رضي الله عنه ومواقفه الوطنية والإيمانية، واختتم بالابتهالات والمدائح النبوية الخاشعة في أجواءٍ من الوقار والسكينة بعيدًا عن اللهو أو المبالغة.
وإذ تجدد المشيخة العامة التزامها بحماية التراث الروحي الأصيل، فإنها تؤكد أن طريقها هو الإصلاح بالعلم، والرد بالحجة، والتربية بالمحبة، وأنّ من واجب الجميع صيانة مقامات أولياء الله من التشويه أو العبث، ورفض محاولات استغلال الرموز الدينية في تحقيق مكاسب إعلامية زائفة أو نشر الفتنة بين أبناء الوطن.