محلل سياسي: دور مصر في ملف الوساطة يأتي امتداداً لتاريخ طويل من مسؤوليتها
أعرب عمرو حسين، الكاتب والمحلل السياسي، عن تقديره للدور المتصاعد الذي تقوم به مصر في إدارة ملفات الوساطة الإقليمية، سواء في غزة أو السودان أو ليبيا، مؤكداً أن هذا الدور يعكس ثقة الأطراف المتنازعة والمجتمع الدولي في قدرة القاهرة على تحقيق التوازن والتهدئة في منطقة تموج بالأزمات والتوترات المتلاحقة.
وأضاف حسين، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن التحركات المصرية تأتي امتداداً لتاريخ طويل من المسؤولية تجاه قضايا المنطقة، فمصر لم تغب يوماً عن ساحة الأحداث، بل كانت حاضرة في كل مفصل تاريخي يسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار، وففي الملف الفلسطيني، تتحمل القاهرة العبء الأكبر في احتواء الأزمة الإنسانية والسياسية في قطاع غزة، وتعمل دون كلل على تثبيت الهدنة وفتح مسارات إنسانية تحفظ حياة المدنيين وتمنع تصعيد الصراع.
وفي الملف السوداني، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، أن مصر تتحرك بحكمة للحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، مستندة إلى علاقات أخوية عميقة وتفاهمات متوازنة مع مختلف القوى، وتدرك أن أمن السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، كما تعمل القاهرة على توحيد الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب ومنع انزلاق السودان نحو الفوضى أو التقسيم.
أما في الملف الليبي، فأشار حسين إلى أن مصر تلعب دوراً محورياً في جمع الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار، ودعم مؤسسات الدولة الوطنية، ورفض التدخلات الأجنبية التي تهدد وحدة ليبيا واستقرارها. فهي تتحرك وفق رؤية تقوم على دعم الحلول الليبية – الليبية، بعيداً عن أي إملاءات خارجية.
واختتم حسين تصريحه بالتأكيد على أن نجاح الوساطات المصرية يعكس عودة مصر إلى موقعها الطبيعي كقلب العالم العربي وصمام أمان للمنطقة، مضيفاً أن القاهرة تمتلك من أدوات التأثير السياسي، والدبلوماسية الهادئة، والرصيد التاريخي، ما يجعلها قادرة على قيادة جهود السلام وتحقيق التوازن وسط عالم تتنازعه الأزمات والمصالح المتشابكة.
وتتزايد الوساطة الإقليمية المصرية بفضل موقعها الجغرافي، خبرتها التاريخية في إدارة النزاعات، وتعزيز علاقاتها الدولية، مما يضعها في قلب الأزمات الإقليمية مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والأوضاع في ليبيا والسودان. تسعى مصر لدمج قضايا الأمن القومي مع الأمن الإقليمي عبر الحوار والحلول السياسية، مع التركيز على "صناعة السلام" بدلاً من المواجهة، وهو ما يعزز من دورها كركيزة للاستقرار في المنطقة.