عاجل

تشهد جامعة بنها الأهلية مرحلة غير مسبوقة من التطور والتحديث، تُجسّد الرؤية الوطنية التي تتبناها الدولة المصرية في ظل قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030. هذه الرؤية الطموحة تنطلق من الإيمان بأن التعليم هو حجر الأساس في بناء الإنسان المصري الجديد، القادر على المشاركة الفاعلة في التنمية، والإسهام في بناء وطنه بعلمه وإبداعه.
لم يعد التعليم في مفهومنا مجرد قاعات ومحاضرات، ولا كتابًا ومقررًا دراسيًا، بل أصبح عملية متكاملة تهدف إلى إعداد إنسان منتج ومبدع، يفكر، ويبتكر، ويعرف كيف يترجم علمه إلى عمل، ومعرفته إلى قيمة مضافة. ومن هنا، تتبنى جامعة بنها الأهلية فلسفة تقوم على الربط بين التعليم وسوق العمل، بوصفه أحد أهم المحاور التي تُحقق التنمية الشاملة وتواجه البطالة وتُسهم في بناء اقتصاد المعرفة.
من التعليم إلى الإنتاج.. رؤية جامعة للمستقبل
انطلقت جامعة بنها الأهلية في تنفيذ استراتيجية متكاملة، هدفها الأساسي تحويل التعليم الجامعي من منظومة تلقين إلى منظومة إنتاج وتطبيق وابتكار. هذا التحول لم يأتِ صدفة، بل جاء ثمرة دراسة دقيقة لاحتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، واستجابة لتحديات العصر الذي أصبحت فيه المهارة والمعرفة التطبيقية معيار التميز الحقيقي.
ولتحقيق ذلك، أطلقت الجامعة عددًا من المبادرات التي تربط الطالب بسوق العمل منذ اليوم الأول لدخوله الجامعة، من خلال برامج تدريب ميداني مكثفة داخل المصانع والشركات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى. لا يقتصر الأمر على زيارات أو تدريب شكلي، بل هو نظام متكامل للتعلم من خلال الممارسة، يتيح للطالب التعرف على بيئة العمل الواقعية، ويكسبه مهارات مهنية وسلوكية يحتاجها في مسيرته المستقبلية.
الجامعة تؤمن بأن النجاح في التعليم لا يُقاس فقط بما يُكتسب من معلومات، بل بما يتحقق من قدرة على التطبيق والإنتاج والإبداع. لذلك تم وضع خطة لربط التخصصات الأكاديمية بالقطاعات الصناعية والتكنولوجية المختلفة، بحيث تُصبح البرامج الدراسية مرنة ومحدثة بما يتناسب مع متطلبات العصر وسرعة التغير في سوق العمل.
ريادة الأعمال والابتكار.. من الفكرة إلى المشروع
في قلب رؤية جامعة بنها الأهلية يقف محور الابتكار وريادة الأعمال باعتباره الأداة الحقيقية لصناعة المستقبل. فالعالم اليوم لم يعد ينهض فقط بالصناعات التقليدية، بل بالعقول القادرة على التفكير خارج الصندوق، وتحويل الأفكار إلى منتجات ومشروعات اقتصادية.
ومن هذا المنطلق، أطلقت الجامعة منظومة متكاملة لدعم رواد الأعمال الشباب من طلابها وخريجيها، تبدأ من اكتشاف الموهوبين والمبتكرين، مرورًا بتدريبهم وتأهيلهم في مراكز الابتكار وحاضنات الأعمال التابعة للجامعة، وصولًا إلى مرحلة تحويل أفكارهم إلى مشروعات قابلة للتنفيذ والتسويق.
تُوفّر الجامعة بيئة حاضنة تُشجع على التجريب، وتحتفي بالفشل كخطوة نحو النجاح، وتمنح الشباب الثقة في قدراتهم على خلق فرص عمل لأنفسهم ولغيرهم. هذه الثقافة الجديدة تسهم في تشكيل جيل مختلف من الخريجين، لا يبحث عن وظيفة تقليدية، بل يبحث عن فرصة ليكون هو نفسه صاحب الفكرة والمشروع.
وتُعد الشراكة بين الجامعة وقطاعات الإنتاج والصناعة من أهم محركات هذه المنظومة، حيث تقوم الشركات والمصانع بتبني المشروعات الواعدة ومساندة أصحابها فنيًا وتمويليًا، ما يُساعد في تحويل الابتكار الجامعي إلى منتج وطني يُسهم في الاقتصاد الحقيقي.
الجامعة كقوة وطنية للتنمية المستدامة
ما تقوم به جامعة بنها الأهلية لا يقتصر على تطوير العملية التعليمية فحسب، بل يتعداه ليصبح جزءًا من المشروع القومي لبناء الإنسان المصري. فهي جامعة وُلدت من رحم رؤية وطنية تستهدف تحقيق التكامل بين التعليم والاقتصاد والمجتمع، وجعل الجامعة شريكًا حقيقيًا في التنمية المستدامة بكل أبعادها.
تتبنى الجامعة مفهوم "الجامعة المنتجة"، الذي يجعل من مؤسساتها البحثية والتعليمية مراكز فاعلة في خدمة الاقتصاد الوطني. فالبحوث العلمية تُوجّه لحل مشكلات الصناعة، والمشروعات الطلابية تُسهم في تطوير مجالات الإنتاج، والدراسة الأكاديمية تُترجم إلى حلول واقعية للتحديات التنموية.
من خلال هذه الرؤية الشاملة، تتحول الجامعة إلى قاطرة للتنمية في محيطها الجغرافي، ومصدر إشعاع علمي وثقافي واقتصادي، يربط العلم بالمجتمع، والمعرفة بالإنتاج، والطموح بالإنجاز.
الإنسان محور التنمية
الإنسان هو الغاية والوسيلة في كل ما نقوم به داخل جامعة بنها الأهلية. نحن نؤمن بأن التنمية الحقيقية تبدأ من بناء عقل مستنير، يمتلك مهارات التفكير النقدي، وروح الابتكار، وقدرة التكيف مع متغيرات العصر. لذلك نحرص على توفير بيئة جامعية إنسانية، تُنمّي روح الانتماء والمسؤولية، وتشجع على العمل الجماعي واحترام القيم والأخلاق المهنية.
من هنا، تأتي أهمية أن يكون للجامعة دور تربوي وإنساني موازٍ لدورها الأكاديمي، فهي لا تصنع متعلمين فحسب، بل تصنع مواطنين صالحين مؤمنين بقيمة العمل والإنجاز والانتماء للوطن.
نحو مستقبل يليق بمصر
جامعة بنها الأهلية اليوم ليست مجرد مؤسسة أكاديمية، بل نموذج وطني لفكر جديد في التعليم، يقوم على الابتكار والإنتاج وريادة الأعمال. إنها تجسد مفهوم الجامعة العصرية التي تبني الإنسان وتخدم المجتمع وتشارك في صناعة المستقبل.
من خلال هذا المشروع الطموح لربط التعليم بسوق العمل، نُسهم في تحقيق رؤية الدولة المصرية للتنمية الشاملة، ونفتح أمام شبابنا آفاقًا جديدة للأمل والعمل والإبداع. إننا نؤمن بأن المستقبل يُصنع بالعقول، وأن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان، وأن كل طالب ناجح هو مشروع وطن صغير يُضيف إلى قوة مصر وريادتها.
إن جامعة بنها الأهلية تسعى لأن تكون بيتًا للفكر والعمل، ومنارة للعلم والإنتاج، وركيزة أساسية في بناء الجمهورية الجديدة التي يحلم بها كل مصري.

تم نسخ الرابط