بين "نوبل" و"الساكورا".. اليابان تكرّم ترامب في طوكيو
احتفت رئيسة وزراء اليابان ساناي تاكايشي، بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى طوكيو بأسلوب يجمع بين الرمزية السياسية ودفء الدبلوماسية، مقدمة له ترشيحًا لجائزة نوبل وهدية من أشجار الكرز تحمل في طياتها عبق التاريخ ومعاني التحالف المتين بين البلدين.
تعزيز التحالف
أكد ترامب، خلال لقائه تاكايشي، أن الولايات المتحدة حليف على أعلى مستوى لليابان، مشددًا على احترامه الكبير للشعب الياباني ورغبته في بناء علاقة مميزة وخاصة.

وأعربت تاكايشي من جانبها عن تطلعها إلى بناء عصر ذهبي جديد للعلاقات اليابانية–الأمريكية، خاصة في ظل تنامي القوة العسكرية للصين في المنطقة.
ترشيح نوبل.. هدية رمزية
أعلنت رئيسة الوزراء نيتها ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام، في خطوة رمزية تجسد عمق العلاقات السياسية بين طوكيو وواشنطن.
وكشفت قناة إن. تي. في اليابانية أن تاكايشي تجري الترتيبات الرسمية لإبلاغ ترامب بقرارها خلال زيارته الحالية، معتبرةً أن سياساته تمثل نموذجًا في الاستقلالية الاقتصادية وإعادة الاعتبار للسيادة الوطنية.
ويأتي هذا الترشيح ليتوج علاقة شخصية وسياسية طويلة بين الجانبين، بالتزامن مع تحركات ترامب الواسعة لتعزيز حضوره الدولي قبل قمة “آبيك” المقبلة.
إحياء دبلوماسية الساكورا
قدمت تاكايشي إلى ترامب 250 شجرة كرز «ساكورا» بمناسبة مرور 250 عامًا على تأسيس الولايات المتحدة، مؤكدة أن الهدية ترمز إلى “صداقة تمتد لأكثر من قرن”.
ورد ترامب بإعجاب قائلاً "إن تاكايشي ستكون إحدى أعظم رؤساء الوزراء في تاريخ اليابان".
وأعلنت تاكايشي كذلك عن تنظيم عروض ألعاب نارية من محافظة أكيتا تضيء سماء واشنطن في الرابع من يوليو 2026، احتفالًا بربع ألفية الاستقلال الأمريكي.
استعادة تقليد دبلوماسي عريق
استحضرت تاكايشي ببادرتها ذكرى عام 1912، حين أهدت طوكيو واشنطن نحو 3700 شجرة ساكورا، زرعت حول حوض المد والجزر قرب نصب جيفرسون التذكاري، لتصبح منذ ذلك الحين رمزًا دائمًا للصداقة اليابانية–الأمريكية.
وجددت اليابان هذا التقليد في عام 2024، عندما أعلن رئيس الوزراء السابق فوميو كيشيدا عن تبرع بـ250 شجرة جديدة عقب أعمال ترميم في المنطقة، إذ وصف مسؤول أمريكي الهدية بأنها من أعظم ما تلقته الولايات المتحدة من الخارج بعد تمثال الحرية.

تجسيد فلسفة الجمال العابر
تجسد زهور الساكورا في الثقافة اليابانية أكثر من مجرد جمال طبيعي؛ فهي تعكس فلسفة «هانامي» التي تحتفي بالحياة المتجددة والجمال الزائل بوصفهما وجهين لذات المعنى.
ويحرص اليابانيون كل ربيع على الاحتشاد تحت الأشجار لمشاهدة تفتح الأزهار، في طقسٍ يمزج بين التأمل والبهجة الوطنية، مما جعل الساكورا أداة فعالة من أدوات “الدبلوماسية الثقافية” الحديثة.
ومثلما تمارس الصين "دبلوماسية الباندا"، تواصل اليابان استخدام “دبلوماسية الساكورا” لتقديم وجهها الناعم إلى العالم، حيث تلتقي الرقة بالرسالة، والجمال بالتحالف الدائم.



