حكم كشف القدمين في الصلاة لـ النساء في المذاهب الأربعة
يُعد ستر العورة من شروط صحة الصلاة في الإسلام، وقد اتفق الفقهاء على أن النساء يجب أن تستر بدنها أثناء الصلاة، لكنهم اختلفوا في حكم كشف القدمين تحديدًا، مما جعل المسألة محل نقاش بين المذاهب الأربعة.
وتبرز أهمية هذا السؤال في حياة كثير من النساء، خاصة في البيوت أو عند ارتداء ملابس لا تغطي القدمين بالكامل.
وفقًا للمصادر الفقهية، فإن جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة يرون أن القدمين من عورة النساء في الصلاة، ويجب سترهما سواء بالجوارب أو بملابس طويلة تغطيهما.
واستدلوا على ذلك بحديث أم سلمة رضي الله عنها حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم: "هل تصلي المرأة في درع وخمار؟" فقال: "إذا كان الدرع سابغًا يغطي ظهور قدميها"، وهو حديث رواه أبو داود، وإن كان في سنده كلام، إلا أن كثيرًا من الفقهاء اعتمدوه في الاستدلال.
أما المذهب الحنفي، فقد ذهب إلى أن القدمين ليسا من العورة في الصلاة، وبالتالي يجوز كشفهما دون أن تبطل الصلاة.
واستندوا إلى أن القدمين يظهران غالبًا في الحياة اليومية، فهما في حكم الوجه والكفين، كما رجّح هذا القول عدد من العلماء المعاصرين مثل ابن تيمية والمرداوي من الحنابلة.
ورغم هذا الخلاف، اتفق الفقهاء على أن كشف القدمين لـ النساء لا يُبطل الصلاة، ولكن يُستحب للمرأة أن تعيد الصلاة في الوقت إذا صلت وقدميها مكشوفتين، خاصة إن كانت تتبع مذهبًا يرى وجوب سترهما، وهذا من باب الاحتياط والخروج من الخلاف.
رأي الإفتاء
دار الإفتاء المصرية أوضحت أن ستر القدمين لـ النساء في الصلاة للمرأة هو الأحوط والأفضل، خاصة إذا كانت تصلي في مكان عام أو بحضور غير المحارم.
أما في البيت، فإن الأمر فيه سعة، ولكن يُستحب الالتزام بالستر الكامل خروجًا من الخلاف الفقهي.
ويعتبر حكم كشف القدمين في الصلاة لـ النساء يختلف باختلاف المذهب الفقهي، بين من يرى وجوب سترهما ومن يرى جواز كشفهما، والأفضل للمرأة أن تستر قدميها أثناء الصلاة، خاصة إذا كانت تتبع مذهب الجمهور، أو رغبت في الاحتياط لدينها، تحقيقًا للخشوع والامتثال لشروط الصلاة.
