سامح عسكر: داعش والسلفية الجهادية يختبئون خلف اقتباسات الوعظ وحكم الإنترنت
كشف المحلل السياسي سامح عسكر نفاق الجماعات الإرهابية داعش، وما تسمى بالسلفية الجهادية، مشيرا إلى أنهما شخصيات دكتاتورية وعنيفة.
وقال عسكر في تغريدة له عبر منصة "إكس": "أغلب الشخصيات الوعظية اللي بتنقل حكم واقتباسات من الإنترنت، بتكون شخصيات دكتاتورية أو عنيفة".
وأضاف عسكر: "خد عندك إرهابيين داعش والسلفية الجهادية، معظم صفحاتهم حكم واقتباسات تقولش فولتير وشوبنهاور".
وأرجع المحلل السياسي هذه الظاهرة لسببين:
1- أن يقنع نفسه بأنه شخص طيب ومسالم، وأن عنفه ودكتاتوريته بسبب الغير ومؤامرات وشرور الآخرين.
2- تصدير صورة جميلة عنه تساعده في التعايش مع المجتمع، وغالبا ما يطرح تلك الاقتباسات مع كل أزمة شخصية له.
عسكر: التدين الشكلي في التيار السلفي سبب النفاق والازدواجية
وفي سياق آخر قدّم المحلل السياسي سامح عسكر طرحًا فكريًا جديدًا تناول فيه الفارق بين التدين الصوفي والتدين السلفي الوهابي من منظورٍ تربوي وروحي عميق، مؤكدًا أن جذور الأزمة الفكرية في التيار السلفي تعود إلى الاكتفاء بالعبادات الشكلية وإهمال البُعد الداخلي للإنسان.
وقال عسكر في تغريدة له عبر منصة "إكس": يوجد مبدأ تربوي في المنهج الصوفي يقول: "هناك بشر عبادتهم بالخارج، ويوجد من عبادتهم بالداخل".
وأضاف: "يعني من نشأ على العبادة الخارجية يتحول دينه الى دين شكلي وإلى نفاق واضطراب شديد بين القول والعمل، وشيزوفرينيا يعيش صاحبها بأكثر من شخصية".
وتابع المحلل السياسي: "وهذا متحقق بشكل كبير في الشخصية السلفية الوهابية، حيث يتحدثون دائما عن تسامح السنة وتسامح الإسلام، لكنهم في الواقع مجرمون تكفيريون يستحلون الدماء على أتفه الأسباب".
وأشار عسكر إلى أن "السبب هو أن عبادتهم خارجية محضة، ودينهم شكلي محض يعتبرون فيه اللحية والجلباب والشعائر والطقوس هي أساس الدين، وهي المعيار الرئيسي لتصنيف الناس إلى حق وباطل إلى صالح وطالح، ولا شك أن هذه الرؤية تدفع الناس الى النفاق".
وأوضح بقوله: "يعود ذلك الى إهمال السلفي الوهابي بناء شخصيته من الداخل أولا، وجعلها أكثر صدقا وأكثر اتساقا، ولمن لا يعلم يوجد نقد ذاتي من أقلية نادرة داخل التيار السلفي ينتقدون فيه تلك المظاهر المنتشرة داخل التيار ويصفونها بالتدين المغشوش".
وواصل: "أما عبادة الداخل فمختلفة تماما، فهي تهتم قبل كل شيء ببناء شخصية الإنسان من الداخل وتقويمه روحيا وجعله أكثر اتساقا وصدقا مع النفس، وتهذيبه أخلاقيا بحيث لا يفرق في أخلاقه على أساس الدين والعرق واللون والانحياز والميول".
واستكمل حديثه بالقول: "عباده الداخل تعزل الإنسان ماديا عن المصالح والرغبات والشهوات وحظوظ النفس، فهي تجعل من ينتهج ذلك النوع من العبادة يتخلى عن المنافسات وعن الصراعات والمشاكل الدنيوية، ويضع تلك الصراعات والمشاكل على أنها من مظاهر الدنيا وليست من مظاهر الدين".
واختتم بقوله إن "الوهابي يعتقد أن الصراعات والمشاكل من صميم الدين، وهي أحيانا تكون لب العبادة إذا ما اقترنت بدولة الشريعة ومطلب الخلافة، وهذا هو الفارق بين السلفي الوهابي الصوفي، وبالطبع يوجد استثناءات".