عاجل

يشرفني اليوم أن أشارككم تأملي في افتتاح المتحف المصري الكبير، هذا الصرح الفريد الذي يمثل أكثر من مجرد متحف؛ إنه شهادة حية على قدرة مصر على الجمع بين تاريخها العريق ورؤيتها المستقبلية. فالمتحف ليس مجرد واجهة سياحية أو مجموعة أثرية، بل هو مشروع وطني عالمي يعكس طموح مصر الجديد في تقديم نموذج متكامل من التميز الحضاري والإداري والثقافي.
لقد كان افتتاح المتحف حدثًا عالميًا بامتياز، فقد جذب أنظار العالم بأسره ليس فقط لما يحتويه من كنوز أثرية فريدة، بل أيضًا بما يعكسه من قدرة المصريين على التنظيم والابتكار. العروض المبتكرة، والبنية التحتية الرائعة، وجمالية التصميم، كل ذلك يجسد رؤية مصر في استثمار إرثها العميق لخدمة الحاضر وبناء مستقبل مشرق.
إن المتحف المصري الكبير هو أكثر من مجرد مكان للعرض؛ إنه منصة للحوار الحضاري بين الشعوب، ومركز إشعاع ثقافي يعكس الهوية المصرية ويؤكد أن مصر ليست فقط مهد الحضارة، بل قوة فاعلة في التأثير الثقافي على المستوى الدولي. وهو أيضًا دعوة للأجيال الجديدة والعالم أجمع للتعرف على الإسهامات المصرية في مسيرة الإنسانية، لتستمد من تاريخها العريق فخرها ووعيها المستقبلي.
من الجانب الاقتصادي والسياحي، يمثل المتحف نقلة نوعية في تنشيط الحركة السياحية ورفع معدلات النمو، حيث سيصبح وجهة رئيسية للزوار المحليين والدوليين، وسيسهم في تعزيز مكانة مصر على الخريطة السياحية العالمية. كما أن انعكاساته الثقافية والاجتماعية تتجاوز حدود السياحة، إذ يشكل المتحف منصة للتعلم والبحث والابتكار، ومركزًا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
أود أن أوجّه تحية إعجاب وتهنئة قلبية للقيادة السياسية ولجميع الجهات التي ساهمت في هذا الإنجاز التاريخي، الذي يمثل رسالة سلام وتنوير من أرض مصر إلى العالم. فافتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث رسمي، بل هو تأكيد على أن مصر، عبر تاريخها العميق، ستظل دائمًا منارة للثقافة والإبداع ومركزًا يجمع بين مختلف الحضارات والثقافات الإنسانية.
إنني، من منطلق مسؤولياتي الأكاديمية والثقافية، أرى في هذا الصرح الكبير رمزًا للفخر الوطني ومصدر إلهام لكل مصري ومصرية، ورمزًا حيًا على قدرة الوطن على تحويل الإرث الحضاري إلى قوة حاضرة ونافذة مستقبلية، تضع مصر دائمًا في قلب الحضارة العالمية.

تم نسخ الرابط